المجتمع الدولي وإبادة الأطفال في غزة

عندما تبدأ الآلة الحربية الإسرائيلية بالدوران فاعلم أن المجازر والقتل وأنواع الفظائع قادمة لا محالة، ويستوي في هذا المصير الأطفال والنساء والشيوخ وكل كائن يدب في محيط تلك الآلة الصهيونية، فهي آلة معدة سلفا للذبح والإبادة دون رحمة، وهذا ما شاهده العالم منذ إنشاء الكيان الغاصب على مر تاريخه المشؤوم، وما حربه التي يشنها اليوم ضد غزة وأطفالها إلا دليل على ذلك.

خمسة آلاف وخمس مائة شهيد من الأطفال

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى ثلاثة عشر ألف شهيد، بينهم أكثر من خمسة آلاف وخمس مائة طفل، هؤلاء الشهداء الأطفال ارتقوا في خضم المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال، والبالغ عددها أكثر من ثلاثة عشر ألف مجزرة، أدت إلى إصابة ما يربو على ثلاثين ألف فلسطيني، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء، أضف إلى ذلك المفقودين.[1]

إجلاء الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء

أمام استهداف الاحتلال الصهيوني لمستشفى الشفاء في غزة، الذي يضم إلى جانب الجرحى والنازحين، الأطفال الخدج، تمكن الهلال الأحمر الفلسطيني بتنسيق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من إجلاء واحد وثلاثين طفلا من الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء إلى المشافي المصرية. وأوضح بيان الهلال الأحمر أن هذه الخطوة تأتي في ظل الوضع الصحي السيئ للأطفال جراء انقطاع الكهرباء في الحضانات، وتناولهم الحليب بالماء الملوث.[2]

المجتمع الدولي وأطفال غزة

طالما خرجت النداءات والصيحات والمناشدات من هنا وهناك من أجل أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن انقاذه في غزة وحماية أطفالها من الهمجية الإسرائيلية، لكن لا حياة لمن تنادي، فقد أصبح المجتمع الدولي أصم أبكم أعمى وكأنه لا علم له بما يحصل للأطفال هناك، وهذه مسؤوليته التي ينبغي أن يتحملها، لكن الصهيونية بأياديها القذرة جعلت إنسانية المجتمع الدولي في خبر كان، بل وداست على أعرافه الإنسانية المزعومة التي كان يتشدق بها. 

على هامش إحدى الفعاليات تقول طفلة فلسطينية: "أنا اليوم أحب أوصل صوتي لكل العالم وباسمي وباسم الأطفال أحكي لهم أتسائل: أين حق بقاء الأطفال؟ أم أن حقنا هو مجرد على الأوراق وفي الشعارات. نحن لازم نعيش، نحن أطفال غزة نستحق الحياة". 

وتقول طفلة فلسطينية أخرى: "غزة تحت الحصار والدمار. أنقذوا غزة من هذا الاحتلال فهو دمر حريتنا وأحلامنا وأفكارنا. نريد أن نصلي في المسجد الأقصى المبارك. هل تصور الإحتلال ومن خلال حربه الدموية التي يشنها علينا منذ أيام أننا سوف لن ندافع عن المسجد الأقصى؟ لا بل سنظل ندافع، نحن أطفال غزة ونساء ورجال غزة سوف نظل صامدين حتى ترجع فلسطين إلى أصحابها فنحن أصحابها[3].

وفي الأخير حماية الأطفال في غزة مسؤولية الجميع، خاصة المجتمع الدولي الذي صدع رؤوسنا بشارات حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، فأين هو من إرهاب الصهاينة بحق أطفال غزة؟ 

_____________

المصادر:

[1] https://www.alghad.tv/%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%...

[2] https://www.aljazeera.net/news/2023/11/19/%D8%A5%D8%AC%D9%84%D8%A7%D8%A1...

[3] https://www.alalam.ir/news/5678543/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF--%D8%A3%D8%B...