نافذة على غيبة الإمام الحجة

18:13 - 2023/03/14

-لقد اقتضت حكمة الله جل جلاله أن يغيب الإمام الحجة عجل الله الله تعالى فرجه الشريف عن نظر الناس، وهو في غيبته عليه السلام يرعى شيعته وأمته. 

نافذة على غيبة الإمام الحجة

الثابت في الإعتقاد الشيعي أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف له غَيبتات ؛ غيبة صغرى بدأت 260 إلى 329 للهجرة. وغيبة كبرى بدأت في 329 للهجرة ومستمرة إلى يومنا هذا. ويعبر عن الأولى بالغيبة القصيرة والثانية بالغيبة الطويلة كما في الروايات الشريفة كما عن أبي بصير أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: "لقائم آل محمَّد غَيبتان: واحدة طويلة، والأخرى قصيرة، قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى".[1]

إن الفهم الصحيح في غيبة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ليس كما قد يتبادر إلى أذهان البعض من الإنزواء والإختباء وعدم الحضور والإطلاع على مجريات الأمور ، بل العكس من ذلك هو الصحيح ، فالإمام غائب حاضر ومطلع على أمّته وشيعته ، وغيبته لا تعني عدم قيامه بمهامه عليه السلام خاصّة وأنّ وجوده لطف بالأمّة ورحمة بها. غير أن حكمة الله تعالى اقتضت هذا الغياب.

ما الفائدة من وجود الإمام وهو فی حالة غيبة ؟

يبتني هذا السؤال على أساس النظرة المادية للأمور ، لكن لو تأملنا في حقيقة غيبة الإمام عليه السلام، وأنها من الأمور الغيبة الإلهية التي لا تخضع للنظريات المادية لعرفنا السر من غيبته وعدم ظهوره، ومع ذلك فإن الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام والمكاتبات منه عليه السلام حددت بعض الفوائد والمصالح من وجود الإمام بين الناس والأمة رغم تخفّيه وغيبته، ومن الفوائد :

غيبة

1. الفائدة من غيبة الإمام كالفائدة من الشمس:

ورد في الإحتجاج للطبرسي عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام، ومما ورد في التوقيع: "... وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وأني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.[2]

2. عناية الإمام لشيعته في غيبته:

ومن ذلك ما بعث به الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى ثقة الإسلام الشيخ المفيد وجاء فيه: " إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم...".[3]

3. الغيبة سبب في عدم مبايعة الإمام للظالمين:

ورد في البحار نقلا عن الإحتجاج عن الكليني عن اسحاق بن يعقوب أن ورد عليه من الناحية المقدسة علي يد محمد بن عثمان: "وأما علة ماوقع ن الغيبة فإن الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ...".[4]

إننا من خلال تلك الفوائد نتلمس بعض الجوانب والحكم الخفية لغيبة إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فهو نور إلهي يضيء للمؤمنين طريقهم ويمنحهم السكينة عند كل فاجعة وظلمة، ليهون الخطب وتعيش النفس المؤمنة لذة الشوق والخلاص المأمول بظهوره عليه السلام.

_________

المصادر:

[1] بحار الأنوار، ج 51، ص 365.

[2] الاحتجاج ، ج ٢ ، ص٢٨٤

[3] حياة الإمام المهدي عليه السلام ، ج ١ ص٧٤

[4] بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص٩٢

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.