أضواء على سيرة العلامة الطباطبائي

من العلماء البارزين في العالم الإسلامي الذين تركوا بصمات عظيمة وجليلة خدمة للإسلام والمسلمين في شتى المجالات العلمية والأدبية والفكرية؛ العلامة الطباطبائي، فهو الفقيه والمفسر والمتكلم والعارف والمفكر. ولد في 29 ذي الحجة سنة 1321هـ في مدينة تبريز الشهيرة بكثرة العلماء والأفذاذ فيها ، وقد اشتهرت أسرته قديما بالفضل والعلم والرئاسة ، وكانت سلسلة أجداده الأربعة عشرة كلها من العلماء المعروفين في تبريز من مدن إيران الإسلامية. وكانت وفاته قدس سره في الثامن عشر من المحرّم 1402هـ في قم المقدسة، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد محمّد رضا الكلبايكاني، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام.

العلامة الطباطبائي على لسان العلماء

كان العلامة الطباطبائي محلا للثناء والمدح من العلماء والعظماء، وهذا ما تلاحظه من كلماتهم في حقه، ومما قيل في مدحه والتعريف بمقامه نورد منه:

1ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، ومدرّس كبير... وهو اليوم أحد اعلام المدرسين بها ومن أركان الحوزة العلمية بقم ، يحضر درسه ويستفيد من علومه جمع كثير من مختلف الطلاب يدرّس الفقه والأصول والفلسفة ، وله آثار مهمة...".[1] 

2ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه جليل، ومدرّس كبير، متضلّع في التفسير والفلسفة والحديث والكلام والأُصول، وكاتب بالعربية والفارسية".[2]

3- قال السيد محمد علي ايازي: "أحد رجال الله القلائل الذين يفتخر العقل الإسلامي المعاصر بعطائهم الفكري والعلمي، وهو أحد المفسرين المعاصرين للشيعة الإثني عشر".[3] 

4ـ قال عنه السيّد الخامنئي في بيان تعزيته بمناسبة رحيله بأنه: "العالم الربّاني والباحث العظيم، الفيلسوف والمفسّر الكبير، وبأنه  كان مفخراً من المفاخر الإسلامية ".[4]

العلامة الطباطبائي وتفسير الميزان

خطّ قلم العلامة الطباطبائي الكثير من المصنفات ويعدّ تفسيرالميزان من أهمها وأشهرها، ويعتبر أحد التفاسير الاسلامية للقرون الحديثة ، وتجلت فيه العصرية بمفهومه الاسلامي ، الذي يعني استيعاب ايجابيات العصر، فكانت ظاهرة بارزة فيه من حيث سعة التعاطي مع القضايا العصرية باصالة فكرية متينة ، قام عمله على قاعدة تفسير القرآن بالقرآن ، متمسكا بقاعدة : "أن القرآن يفسر بعضه بعضا" ، يضاف إلى ذلك الترجيح بين الآراء؛ فإنّ كثيرا من المفسرين عندما يتعرضون لآية ذات وجوه كثيرة يكتفون بطرح تلك الوجوه والاحتمالات التفسيرية من دون الترجيح بينها فيما تجد العلامة الطباطبائي يشير إلى الرأي الراجح عنده مع ذكر العوامل التي دعته للترجيح كالآيات الأخرى والقرائن الحافة بالآية المباركة.

قال الدكتور علي الأوسي في حق التفسير :"جمع المفسر إلى جانب الأنماط التفسيرية السائدة لدى قدامي المفسرين أمورا مما أثارته النهضة الحديثة في التفسير ، فكان يتصدى لما يثيره أعداء الاسلام من شبهات ، وما يضللون به من تشويه للمفاهيم الاسلامية، بروح اجتماعية واعية على أساس من القرآن الكريم وفهم واع لنصوصه الكريمة ، وتشهد بذلك عشرات الأبحاث المفهرس لها".[5]

لقد كانت العلامة الطباطبائي منارة للعلم والتعليم والتدريس حيث تخرج من حلقة دروسه كثير من العلماء العارفين والأعلام الزاهدين أمثال الشيخ مطهري والشيخ جوادي الآملي والشيخ مصباح اليزدي والشيخ البهشتي وغيرهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

[1] طبقات أعلام الشيعة، ج ١٤، ص١٥٧.

[2] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ص285.

[3] المفسرون حیاتهم ومنهجهم، ص ٧٠٤.

[4] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي باللغة الفارسية، بتصرف.

[5] انظر: المفسرون حياتهم و منهجهم، ص٧٠٥ وما بعدها.