القدس على مر التاريخ

لاینبغی أن يخفى أن القدس كمدينة تختلف عن بيت المقدس كمسجد أي المسجد الأقصى لكن الإطلاق العام جعل مدينة القدس هي بيت المقدس أو تسمى بالقدس الشريف إشارة إلى القدسية التي تحمل بين ثناياها.

القدس على مر التاريخ

إن تناول موضوع القدس عبر تاريخها الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام؛ لايكفيه أسطر محدودة في هذه العجالة لكن سنشير قدر الإمكان إلى أهم الحقب الزمانية والعصور التي مرت على هذه المدينة المشرفة، وسنكتفي بالإشارة إلى أهم النقاط الأساسية على أن يرجع القارئ العزيز إلى المطولات في مثل هكذا بحث. ولنبدأ بذلك في النقاط التالية:

أولا: العصر الفرعوني (16 – 14 ق.م)

خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءا من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.

ثانيا: العصر اليهودي (977 – 586 ق.م)

لقد دام حكم اليهود للقدس حسب بعض المصادر 72 عاما، ومن أنبياء بني اسرائيل الذين شُرفت المدينة بها هو حكم النبي داود (على نبينا وآله وعليه السلام) عام 977 أو 1000 وقيل 1004 قبل الميلاد فكان عهد جديد في الأرض المقدسة من حيث الإيمان والتوحيد، فحارب النبي داود الكفر في الأرض المقدسة ودعا أهلها إلى الإيمان، واستمر عهد النبي داود عليه السلام حتى عام 963 قبل الميلاد. ثم وصل ابنه النبي سليمان عليه السلام إلى السلطة (963-923 قبل الميلاد) وأحيا فلسطين ودخلت معه فترة ازدهار.

ثالثا: الإسراء والمعراج (621م/ 10هـ)

من الشرف الذي نالته مدينة القدس في عام 621 تقريباً أنها شهدت زيارة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بعدما أُسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم صعد النبي الأكرم إلى السماوات العلى، وهي الحادثة المعروفة باسم الإسراء والمعراج. وهي قوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.[1]

رابعا: الاحتلال البريطاني (1917 – 1948م)

من الكوارث التي مرت على القدس سقوطها بيد الجيش البريطاني في 8 – 9/12/1917 بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920 – 1948). ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917.

وفي عام 1948 أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، فاستغلت العصابات الصهيونية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيام الدولة الإسرائيلية. وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 1948 أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/ حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

هذه بعض الحقب التاريخية التي توقفنا عندها كسرد تاريخي بعضه من منظار ديني واسلامي وبعضه من منظور سياسي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1] سورة الإسراء، الآية 1.

2. القدس.. قصة مدينة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

3. التغيرات الجغرافية والديمغرافية، مركز دراسات المستقبل، جامعة أسيوط.

4. موقع منظمة التحرير الفلسطينية على الإنترنت.

5. الموسوعة الفلسطينية.