ضرورة مناقشة المباحث المهدوية (معرفة الأعداء)

13:39 - 2024/03/16

إن معرفة العدو هي من الضروريات الأساسية لكل صراع، ومن خلالها يمكن تضمين الحفاظ على الذات والمجتمع. وطوال تاريخ المجتمعات، كانت الإخفاقات كلها بسبب تجاهل وعدم معرفة العدو.

معرفة العدو : تحاول اليوم، دول عظمى تحديد أعدائها المحتملين والفعليين، بواسطة إنشاء منظمات استخباراتية وتجسسية، وتخصيص ميزانيات كبيرة لهذه المراكز، لتدميرالأعداء قبل أن تصبح خططهم نافذة. وتلعب هذه المنظمات دورًا مهمًا في صنع القرار والتخطيط لهذه الحكومات.

إن معرفة العدو من الأمور الموصى بها في دين الإسلام استنادا إلى الأدلة العقلانية والروائية، ولكن ليس كما تفعل القِوى الاستكبارية، بل بالأساليب الأخلاقية انطلاقا من مبادئ الإسلام، لاسيما القرآن الكريم.

إن القرآن الكريم يأمر بمعرفة العدو، من أجل الحفاظ على المجتمع وسلامته، ويشير في قالب قصص مفيدة بأشكال مختلفة إلى معرفة أعداء التوحيد مثل معرفة الشياطين والمنافقين والطغاة، وأهم صفات أعداء الإسلام حسب القرآن الكريم: نقض العهد، والكبر، وحب الدنيا، والعنصرية، والحسد والحقد و...[1]

العدو

معرفة العدو في المسانيد

وقد أولت لهذا الأمر عناية كبيرة في الروايات، حتى أوصى النبي صلى الله عليه وآله، أنه من أجل تحقيق الأهداف السامية وعدم الوقوع في فخ الشيطان، لا بد أولاً من التعرف على العدو، قال: ألا وإنَّ أعقَلَ النّاسِ عَبدٌ عَرَفَ رَبَّهُ فأطاعَهُ، وعَرَفَ عَدُوَّهُ فعَصاهُ.[2]

ومن هذه المبادئ التوجيهية نتعلم، أن أحد أهم عوامل النصر هو معرفة العدو. لأن دراسة الثورات الكبرى، ولا سيما الحركات التوحيدية، تبين أن قادة هذه الثورات، من أجل خلق ثورة في المجتمع، تعرّفوا أولاً على وجوه الأعداء ثم بدأوا حملاتهم، وأئمة أهل البيت عليهم السلام، نزعوا القناع عن وجه العدو القبيح وعرّفوه للناس، وفضحوا جبهة الشيطان وعززوا جبهة الحق.

بالطبع، مسار التاريخ هو أنه يجب على الإنسان إما أن يكون تحت مظلة حكم الله أو تحت حكم الشيطان. ولا يمكن الجمع بين هذين معا. وبناء على الآية الكريمة: "جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ"[3]أو الآية الكريمة: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"[4]فإنهم لا يتخلون عن الناس الذين هم في جبهة ولاية الله تعالى، لاسيما وأن عقيدة المهدوية باعتبارها داعية إلى إحياء العبودية لله على وجه الأرض، لذلك يستخدم العدو كل التكتيكات لوقف انتشار هذه العقيدة في المجتمع. فيستخدم أحياناً أسلوب الإنكار أو يلقي الشبهات حولها، وأحياناً يقوم بتحريف التعاليم المهدوية ثم تدميرها.

المصادر:

[1] . سورة البقرة، الآية 96، والحجرات/5، والنساء/54، والإسراء/100، وآل عمران/75 و 119، وطه/71، والأنفال/22.

[2] . ميزان الحكمة، الشيخ محمد محمدي الري شهري، ج 7، ص 532.

[3] . سورة الأنعام، الآية 112.

[4] . سورة النساء، الآية 92.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.