إن الأمل بالمنقذ يكون منشأً لكثير من الإيجابيات والخيرات للإنسان الذي عاش عمره تحت وطأة الظلم وجور الزمان، ويحل كثيراً من مشكلاته النفسية المؤدية إلى الانحراف والانتحار والإدمان.
إن الإيمان بالمنقذ يقوي الأمل في الإنسان من الناحيتين الفكرية والعينية،[1]لأننا ندرك جيداً أن الانشغال بهذا الأمل وهذا الشعور عند جميع الشعوب كان أكبر من القضايا الإنسانية الأخرى على مر التاريخ، وعندما يؤكد الدين هذا الشعور العام، وأن الأرض سيعمها العدل بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً، فهو يمنحه شعوراً عاماً ويحوله إلى إيمان راسخ، إيمان بالمستقبل والمصير المحتوم للإنسان، فهذا الإيمان ليس فقط مصدر تسلية وراحة بال، بل هو مصدر الأمل والمقاومة.
وكون الإيمان بالمنقذ منشأ الأمل، فلأن الإيمان بالمهدي عليه السلام، يعني عدم التسليم والركون إلى الظلم، ولابد من انتظار اليوم الذي سيفتح فيه الإمام العالمَ كله.
وأما المقاومة، فلأن هذا الإيمان بمنزلة منارة الأمل التي تواجه الخيبات وتحيي القلوب، بالرغم من انتشار الظلم والجور وظهور وجهه القبيح.[2]
الإيمان بالمنقذ منشأ للأمن
إن الأمن هو أحد الحاجات الإنسانية الأساسية ويتقاطع مع جميع مشكلات الإنسان، من الأمراض النفسية إلى الانتحار والإدمان والانحراف.
إن مسألة الأمن مهمة جداً من الناحية النفسية؛ لأن السلام والنمو وازدهار الإنسان وظهور المواهب والإبداع وتحقيق كافة الكمالات الإنسانية تتحقق في ظل الأمن. ووفقاً لتعاليم الوحي، سيتحول الخوف من بين جميع التهديدات الفردية والاجتماعية الموجودة للإنسان إلى الأمن، في ظل عهد إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، طبقا لقوله تعالى: "لَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً"[3]وهذا من أعظم ثمار الانتظار الاجتماعية التي تُمنح للإنسان.
المصادر:
[1] . الأمل في البعد الفكري، أي مجموعة الأفكار والميول والدوافع والعادات والحالات المزاجية الإيجابية التي يحملها الإنسان المتفائل في ذهنه. ومعنى الأمل في البعد العيني، هو مجموعة الأفعال والسلوكيات والأفعال وردود الفعل التي يظهرها الإنسان المأمول بشكل إيجابي وموجه وفعال في أوقات مختلفة.
[2] . مأخوذ من كتاب "بحث حول المهدي" للشهيد السيد محمد باقر الصدر، ترجمة مصطفى شفيعي، ص ٥٤ و٥٥، نشرية الموعود.
[3] . سورة النور، الآية 55.