ضرورة مناقشة المباحث المهدوية (عوامل عائقة أمام معرفة الإمام)

08:41 - 2024/03/02

استنادا إلى الآيات والروايات، لاسيما الروايات الواردة في موضوع المهدوية، وكذا الأدعية والتوقيعات الموجودة، يمكن ذكر عدة عوامل كعائق أمام معرفة إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ومنها قلة المعرفة بالدين.

العوامل العائقة دون معرفة الإمام صاحب العصر والزمان عليه السلام، متعددة نشير إلى أهمها فيما يلي:

العامل الأول: قلة المعرفة بالدين

من ليس لديه فهم صحيح لتعاليم الدين والمعارف الإلهية، كيف يصل إلى معرفة الإمام والحجة الإلهية ويستفيد من بركات الإمام المعنوية، لذا ورد عن الإمام، الصادق عليه السلام قوله: "لا خير في من لا يتفقه من أصحابنا"[1] طبعاً مقصود الإمام ليس التفقه الاصطلاحي، بل مراده الفهم الصحيح والواضح لتعاليم الدين، لأنه ليس كل إنسان يمكن أن يكون فقيهاً، فمن قول الإمام، الصادق عليه السلام هذا، يُفهم أن أعظم الضرر الحاصل هو من جهة عدم المعرفة بالدين، ولا يقتصر هذا الضرر على الشخص فقط، بل الجهل بأمور الدين يجلب الضرر على الطوائف الدينية ضرراً لا يمكن إصلاحه، والأئمة عليهم السلام، كانوا دائماً يحذرون من وجود هؤلاء الجهال والسطحيين،[2] الذين يضرون أنفسهم ويضرون بالأهداف المرجوّة من وجود الأئمة عليهم السلام. ومثال على ذلك توقيع إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف لمحمد بن علي بن هلال الكرخي. حيث يقول: "يا محمد بن علي، قد آذانا جُهلاء الشيعة وحُمقائهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه".[3]

الإمام

العامل الثاني: التعلق بالدنيا عائق أمام معرفة الإمام

ومن العوائق المهمة والخطيرة في معرفة الإمام، هو الاهتمام بالدنيا والتعلق بها، وقد حذر القرآن الكريم من هذا الخطر الجسيم في عدة آيات كقوله تعالى: "فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ‌ذَٰلِكَ ‌مَبْلَغُهُم ‌مِّنَ ‌ٱلْعِلْمِ"[4] وقوله تعالى: "‌فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا..."[5]

إنّ الدنيا يمكن أن تكون جسراً لسعادة الإنسان، بشرط أن يستخدمها بالشكل الصحيح وأن يحولها إلى مزرعة الآخرة، ولذلك إذا أضيفتْ كلمة الحب إلى كلمة الدنيا، فإنها تصبح مصدراً لكثيرمن الشرور، والشذوذات في المجتمع، وفي هذا السياق وردت الأحاديث الكثيرة، ونذكر بعضها فيما يلي:

1. يقول الإمام الصادق عليه السلام: " رأس كل خطيئة حُبّ الدنيا".[6]

2. يقول الإمام الرضا عليه السلام: " أكبر الكبائر حُبّ الدنيا"[7]

3. يقول الإمام علي عليه السلام: " حُبّ الدنيا رأس الفتن وأصل المحن"[8]

المصادر:

[1] . اصول الکافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج1، ص.33

[2] . الخطبة 27 من نهج البلاغة - خطبة الجهاد - تؤكد هذا الموضوع حيث كان الإمام يُظهر التألم من الناس.

[3] . بحارالأنوار، محمد باقر المجلسي، ج25، ص266 و 267.

[4] . سورة النجم، الآية 29.

[5] . سورة الأعراف، الآية 169.

[6] . اصول الکافي،محمد بن يعقوب الكليني، ج2، ص315.

[7] . ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج3، ص 294.

[8] . المصدر، ج3، ص 294.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
20 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.