ضرورة مناقشة المباحث المهدوية (عدم الولاء والإخلال بالوعود)

10:08 - 2024/03/03

من العوائق المهمة في التعرف على الإمام، عدم الولاء والإخلال بالوعود. فإنّ من كان له معرفة وحب للإمام، فينبغي أن يكون هذا أساس العهد والموالاة له، لأن الحب والولاية دون مسؤولية ومحاسبة، وسواس لا غير.

البيعة هي التزام خاص ونوع من التعهد تجاه شخص أو شيء، فيجب أن نلتزم بالواجبات التي علينا تجاه الإمام ونعاهده على تحقيق رغباته وأهدافه، ونعزز ذلك بالوسائل. وفي النهاية، نبايعه ونضع يدنا بيده ونستودعه قلوبنا وعقولنا. العهد والعقد والمبايعة ثلاث درجات لحقيقة واحدة، تختلف في القوة والضعف عن بعضها البعض، ومن خلال إعادة قراءة العهد وتجديده في كل صباح وعهد إلى الأبد، ينبغي للمرء أن يقوي ويزيد إرادته ودوافعه، ويتجنب ويبتعد عن التغافل والتهاون.[1]

إن من ليس له التزام بإمام زمانه، كيف يبقى منتظرا له، والانتظار بلا عهد لا يُعدّ انتظاراً. وأهمية العهد مهم جدّاً لدرجة أن الإمام السجاد عليه السلام قال لأبي خالد: يا أبا خالد لتأتين فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة…[2]

إن الإمام المهدي عليه السلام يولي اهتماماً كبيراً لمسألة العهود والمواثيق، حتى أنه إذا ظهر أخذ عهوداً من أصحابه على أن: "لا يسبوا مسلماً، ولا ينتهكوا حرمة أحد؛ ولا يهاجموا بيتاً، ولا يضربوا أحدا ظلما..."[3] وعلى هذا، كيف يمكن لمن لم يلتزم بوعده أن يدعي الانتظار؟ وكيف يمكن أن ينتهي به الأمر إلى النجاة؟

الإمام

من عوائق معرفة الإمام ارتكاب الذنوب

ومن العوائق الأخرى أمام معرفة وفهم الفضائل المعنوية لإمام الزمان عجل الله فرجه الشريف، هي ارتكاب المعصية والعصيان، فعلى من يريد أن يكون على طريق معرفة الإمام أن يحاول أن يجعل سلوكه وأفعاله مقبولة عند الإمام، وبالأساس، إذا لم يكن هناك توافق بين الإمام والمأموم، فكيف يمكننا تحقيق التفاهم المتبادل، ولا ننسى أن الإمام يقوم بواجبه بناء على الأحاديث الواردة، ونحن الذين نقصّر في أداء ما علينا، إذن ما الحل؟ وفي الجواب ينبغي أن يقال:

1. لكي نصل إلى المعرفة يجب أن نرى أنفسنا دائماً في مرأى من الإمام. يقول القرآن الكريم:

"َوَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"[4]وفي تفسير الآية يقول الإمام الصادق عليه السلام: المراد من كلمة "المؤمنون" هم الأئمة. والآية تعني أن الله والأنبياء والأئمة هم المشرفون على أعمال الناس. وما يؤكد هذا المعنى، رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "والله إن أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يومٍ وليلةٍ"[5]

2. إذا وقع الإنسان في معصية الله واستمر على أعماله القبيحة، فإن الله تبارك وتعالى يحرمه فوائد نعمه، لاسيما نعمة الولاية، وفي هذا الصدد يقول الإمام الباقر عليه السلام: "إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقِهِ نحّانا عن جوارهم"[6]

وقال إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف في توقيعه للشيخ المفيد:"فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتَّصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم"[7]ولذلك فإن المعصية عامل مهم في حرمان الاستفادة من بركات إمام الزمان الظاهرية والمعنوية.

المصادر:

[1] . فصلنامه انتظار موعود، مقاله بیعتی تا همیشه، سید مسعود پورسید آقایی، ص12.

[2] . منتخب الاثر، لطف‌ الله صافي الكلبايكاني، ص386.

[3] . المصدر، ص581.

[4] . سورة التوبة، الآية 105.

[5] . کمال الدین وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص319.

[6] . اصول الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج1، ص343.

[7] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ٥٣، ص ١٧٧

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
16 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.