إسرائيل والأحلام التي لم تتحقق

حماس والكيان الصهيوني: تكشف التوقّعات في قضيّة غزّة، عن نفسها تدريجيّاً، وبمرور الوقت اتضح أنّ المقاومة في فلسطين هي التي ستنتصر في هذه القضية، وستكون الهزيمة من نصيب الكيان الصهيوني الخبيث المنبوذ والملعون.

إنّ الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، على رغم مرور ما يقرب من مئتي يوم على مجازره في حق الشعب الفلسطيني في غزة، لم تحقّق أيّاً من أهدافها. لقد قال العدو الصهيوني: سنقضي على حماس، وعجز. وقال: سنهجّر أهالي غزّة، وعجز. وقال: سنمنع الخطوات التي تُقدم عليها المقاومة، وعجز، وقال سنحرر الأسرى بالقوة وعجز، إلى أن اضطروا من أجل تحقيق هذا الهدف، أن يتفاوضوا مع المقاومة التي زعموا أنهم لن يتفاوضوا معها أبداً، لقد أخفق الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه كلها في قطاع غزة.

الكيان الصهيوني وحلم القضاء على حماس

حلم القضاء على حماس الذي وعد به الكيان الصهيوني بقوله "حماس لن تبقى لأننا سنقضي عليها" لم يتحوّل إلى حقيقة، وتزايدت أعداد الخسائر في صفوف جيش الكيان الصهيوني الذي لا يُقهر، وسقط ما يزيد على 519 قتيلاً منذ 7 أكتوبر، حتى قال أبو عبيدة، وهو المتحدث باسم "كتائب القسام": أن عدد القتلى الصهاينة أعلى بكثير من إحصاءات الكيان المعلنة.

إن من أهم الأسباب لصمود المقاومة وثباتهم بعد طول هذه المدة من الحرب الشاملة، هو الروحية الإيمانية والجهادية لدى المقاومين، إلى جانب القوة العسكرية الجبارة، وقد اعترف العدو بذلك، ففي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية قالت في هذا الصدد: "أثبتت حماس أنها جيش لا نهاية له، ولذلك الحديث عن القضاء عليها ليس إلّا وهماً".

إذن المقاومة حيّة ونشيطة وعلى جهوزية تامة، والمتعب حقاً هو ذاك الكيان الصهيوني، الذي يشعر بالخزي والندم، وقد طُبع على جبينه وصمة عار المجرمين. هذا هو الوضع السائد اليوم.

يقول الأستاذ في جامعة "نورث ويسترن" الأميركية أفراهام شاما عن الحرب في غزة: "بغض النظر عما يجري في غزة الآن، لا بدّ أن أقول إن "إسرائيل" هُزمت حقاً وانتصرت حماس". فضلاً عن ذلك إن حماس والمقاومة الفلسطينية مقاومة شعبية ذات قاعدة وتأييد اجتماعي، ولا يمكن الحديث عن القضاء عليها، وهي المسألة نفسها التي أشار إليها المحلل الأمريكي ريتشارد سيلفرشتاين بقوله: حماس ليست مجرد كيان عسكري، بل تقدم نفسها كحركة نضالية، ولذا لا يمكن أبداً القضاء عليها.