مكانة المرأة في الاسلام

10:56 - 2015/12/11

الملخص: و مع غضّ النظر عن مثل هذه الاختلافات التي لها علاقة بالمكانات و المراكز الاجتماعية و ظروفها الطبيعية- فلا شكّ في عدم وجود أي فرق بين الرجل و المرأة في تعليمات الإسلام من الناحية الإنسانية و المقامات المعنوية.

الامرأة، الاسلام، المرأة

يتصوّر البعض أحيانا أنّ الإسلام قد رجّح كفّة شخصية الرجال، و لا مكانة مهمّة للنساء في برامج الإسلام، و ربّما كان منشأ هذا الاشتباه هو بعض الاختلافات الحقوقية، و التي لكلّ منها فلسفة خاصّة.

 و مع غضّ النظر عن مثل هذه الاختلافات التي لها علاقة بالمكانات و المراكز الاجتماعية و ظروفها الطبيعية- فلا شكّ في عدم وجود أي فرق بين الرجل و المرأة في تعليمات الإسلام من الناحية الإنسانية و المقامات المعنوية، و الآية المذكورة "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيما" (الأحزاب، 35) دليل واضح على هذه الحقيقة، لأنّها وضعت المرأة و الرجل في مرتبة واحدة ككفّتي ميزان لدى تبيانها خصائص المؤمنين، و أهمّ المسائل العقائدية و الأخلاقية و العملية، و وعدت الإثنين بمكافاة متكافئة و ثواب متساو بدون أي تفاوت و اختلاف.

و بتعبير آخر: لا يمكن إنكار التفاوت الجسمي بين الرجل و المرأة، كما لا يمكن إنكار التفاوت النفسي بينهما أيضا، و من البديهي أنّ هذا التفاوت ضروري لإدامة نظام المجتمع الإنساني، كما أنّه يفرز آثارا و نتائج في بعض القوانين الحقوقية للمرأة و الرجل، إلّا أنّ الإسلام لم يطرح شخصية المرأة الإنسانية للمناقشة- كما فعل ذلك بعض القساوسة المسيحيين في القرون الماضية- بأنّ المرأة هل هي إنسان في الواقع؟ و هل لها روح إنسانية أم لا؟! و لم يكتف بذلك فحسب، بل أكّد على عدم الفرق بين الجنسين من ناحية الروح الإنسانية، و لذلك نقرأ في الآية (97) من سورة النحل مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.

لقد أقرّ الإسلام للمرأة نفس الاستقلال الاقتصادي الذي أقرّه للرجل، على عكس كثير من قوانين العالم السابقة، بل و حتّى قوانين عالم اليوم التي لم تبح للمرأة الاستقلال الاقتصادي مطلقا.

من هنا، فإنّنا نلاحظ في علم الرجال الإسلامي جانبا خاصّا يتعلّق بالنساء العالمات اللواتي كنّ في مصافّ الرواة و الفقهاء، و قد ذكرن كشخصيات مؤثّرة و فاعلة في التاريخ الإسلامي

 و إذا رجعنا إلى تاريخ العرب قبل الإسلام، و حقّقنا في وضع النساء في ذلك المجتمع، و رأينا كيف أنهنّ كنّ محرومات من أبسط حقوق الإنسان، بل لم يكن المشركون يعتقدون بأنّ لهنّ حقّ الحياة أحيانا، و لذلك كانوا يئدونهنّ و هنّ أحياء بعد ولادتهنّ!! و كذلك إذا نظرنا إلى وضع المرأة في عالمنا المعاصر حيث أصبحت العوبة لا إختيار لها و لا إرادة في أيدي مجموعة من المتلبّسين بلباس الإنسانية و يدعون التمدّن، فسوف ندرك جيدا بأنّ الإسلام قد خدم المرأة أيّما خدمة، و له حقّ عظيم عليهنّ «1»؟!

المصدر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏13، ص: 254

 

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.