کيف يكون المهدي (عليه السلام) إماماً وهو غائب؟ و مافائدتها؟!

18:24 - 2016/03/09

عدم التعرف على أولياء الله وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور، ومختفٍ قائم بها من دون أن يعرفه الناس.فمن وجوه: الوجه الأول: إن عدم علمناه بفائدة وجوده في زمن غيبته لايدل على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، الوجه الثاني: إن الغيبة لا تلازم عدم التصريف في الأمور وعدم الإستفادة من وجوده .  الوجه ثلاث: إن الصلحاء من الأمة الذين يستدربهم الغمام، لهم التشرف بلقائه والاستفادة من نور وجوده ، وبالتالي تستفيد الأمة بواسطتهم. الوجه الرابع: لايجب  على الإمام أن يتولى التصرف في الأمورالظاهرية بنفسه، بل له تولية غيره على التصرف  في الأمور كما فعل الأمام المهدي ـ ارواحناله الفداءـ في غيبته.

غيبة الإمام المهدي  علیه السلام

إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة هو الغاية من تنصيب الإمام أو اختياره، وهو يتوقف على كونه ظاهراً بين أبناء الأمة مشاهداً لهم ، فكيف يكون إماماً قائداً وهوغائب عنهم؟!
والجواب على وجهين نقيضاً وحلاً: أما النقض: فإن التركيزعلى هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على أولياء الله وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور، ومختفٍ قائم بها من دون أن يعرفه الناس.حتى نبي زمانه كما يخبرسبحانه عن مصاحب موسى عليه السلام بقوله: ( فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً).[1]
فالقرآن إذن يدل على أن الولي ربما يكون غائباً ولكنه مع ذلك لايعيش في غفلة عن أمته، بل يتصرف في مصالحها، ويرعي شؤونها من دون أن يعرفه أبناء الأمة. وليست غيبة الإمام المهدي  عليه السلام بدعاً في التاريخ الأولياء فهذا موسى عليه السلام ابن عمران قى غاب عن قومه قرابة أربعين يوماً وكان نبياً ولياً.[2]  
وأما الحل: فمن وجوه: الوجه الأول: إن عدم علمناه بفائدة وجوده في زمن غيبته لايدل على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، ولا شك أن عقول البشر لاتصل إلى كثيرمن الأمور المهمة في عالم التكوين والتشريع ، بل لا تفهم مصلحة كثير من سننه وإن كان فعله سبحانه منزها عن البعث، بعيداً عن اللغو، وعلى ذلك فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته.
الوجه الثاني: إن الغيبة لا تلازم عدم التصريف في الأمور وعدم الإستفادة من وجوده . كما دلت الروايات على أنه يغيث المضطرين ويعود المرضى، وربما يتكفل ـ بنفسه الشريفة قضاء حوائجهم وإن كان الناس لا يعرفونه.
 الوجه ثلاث: إن الصلحاء من الأمة الذين يستدربهم الغمام، لهم التشرف بلقائه والاستفادة من نور وجوده ، وبالتالي تستفيد الأمة بواسطتهم.
 الوجه الرابع: لايجب  على الإمام أن يتولى التصرف في الأمورالظاهرية بنفسه، بل له تولية غيره على التصرف  في الأمور كما فعل الأمام المهدي ـ ارواحناله الفداءـ في غيبته. ففي الغيبة الصغرى : كان له وكلاء أربعة يقومون بحوائج الناس ، وكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم ، وفي الغيبة الكبرى نصب الفقها والعلماء العدول العالمين بالأحكام للقضاء وتدبير الأمور وإقامة الحدود، وجعلهم حجةعلى الناس ، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن  التحريف وبيان الأحكام و دفع الشبهات وبكل مايتوقف عليه نظم أمور الناس.[3]

[1] ـ الكهف:65ـ 82.
[2]ـ الأعراف: 142وأيضاً الأنبياء: 87ـ88.
[3] ـ تاريخ الشيعة وعقيدتهم:63 ـ65.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.