لماذا يرى أهل السنة کل الصحابة عدولا؟

16:15 - 2016/07/18

الملخص:

ترجمة مقالة «چرا اهل سنت همه اصحاب پیامبر را عادل می ‌دانند؟» لماذا يرى أهل السنة کل الصحابة عدولا؟

الكاتب: ناجى

العنوان:

http://www.welayatnet.com/fa/news/95289

الصحابة، العدالة، إرتداد، نفاق

من المعتقدات الأساسية لدى أهل السنة و الجماعة، مسألة عدالة الصحابة بأجمعهم؛ يستدلون لإثبات هذا المدعى بآيات و روايات؛ نذكر هنا روايتين من أدلتهم و نناقشها معا.

حديث لا تسبّوا أصحابي...

حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ – قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ. [1]

و أيضا:

عن أنس بن مالك قال: قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله أنّا نَسبّ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. [2]

هذا الحديث من أهم أدلة المعتقدين بعدالة الصحابة. يعتقدون أن الخطاب في هذا الحديث موجه لمن كان حاضرا عند الرسول صلى الله عليه و آله؛ و عندما يأمرهم النبي صلى الله عليه و آله أن لا يهينوا الصحابة فبطريق أولى يجب أن لا يتعرض للصحابة من لم ير الرسول صلى الله عليه و آله و لا يهينهم و لا يسبهم. و هذا المهم لا يتحقق إلا بثبوت عدالة الصحابة.

نقد الحديث و دراسته

للأسف فإن البخاري نقل هذا الحديث بصورة ناقصة. نقلها مسلم في صحيحه هكذا:

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ. [3]

في الحقيقة خطاب النبي صلى الله عليه و آله في هذا الحديث لنفس الصحابة؛ يقول لهم أن لا يسب بعضهم بعضا. لا يقول للمسلمين في المستقبل أن لا تسبوا صحابتي بل الخطاب موجه للصحابة أنفسهم. كل من ينقل هذه الرواية، يقوم بحذف سب خالد منها؛ و لا يقول بأن خالدا هذا الذي تعتقدون أنه سيف الإسلام هو الذي سب الصحابة.

و أيضا ينقل البخاري أن نساء النبي صلى الله عليه و آله أرسلن زينب بنت جحش إلى النبي صلى الله عليه و آله تكلمه عن عائشة:

فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَأَتَتْهُ فَأَغْلَظَتْ وَقَالَتْ إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ فَرَفَعَتْ صَوْتَهَا حَتَّى تَنَاوَلَتْ عَائِشَةَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ فَسَبَّتْهَا حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ قَالَ فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ تَرُدُّ عَلَى زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْهَا قَالَتْ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَائِشَةَ وَقَالَ إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ. [4]

هذا أيضا مثال آخر لسب الصحابة؛ لذا طبقا لما يراه أهل السنة فأول من يكون في موضع إتهام و لعن، هم الصحابة أنفسهم؛ في الحقيقة يرجع هذا الحديث إلى الصحابة.

المسألة الثانية هي أن سب المسلمين حرام مطلقا؛ سواء كان ذلك المسلم عادلا أم كان فاسقا. و رعاية حرمة المؤمن كحرمة ماله و دمه لازمة و ذلك لأجل قبوله الولاية الإلهية؛ و لا يوجد أي إرتباط بين السب و العدالة.

المسألة الثالثة هي أنه لا شك و لا ريب في أن الصحابة بنصرتهم الدين الإلهي و بنصرتهم الرسول صلى الله عليه و آله في أيام حساسة و خطرة خاصة قبل الهجرة بمكة، تسببوا في إستمرار التوحيد. و الإسلام مرهون لتضحياتهم و لا شك أنه من أجل هذا، قال النبي صلى الله عليه و آله أنّ لإنفاق الصحابة قيمة تجعله أفضل من إنفاق غيرهم. طبعا يجب أن يكون هذا الإنفاق بنية خالصة و من دون رياء و نفاق؛ و الحاصل أنه لا توجد أية ملازمة بين الإنفاق و العدالة أيضا.

حديث ما أنا عليه و أصحابي

من أدلة أهل السنة على عدالة و حجية سيرة الصحابة، هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله:

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي. [5]

يقول العلامة القاري في شرح هذا الحديث و تفسيره:

وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ أَهْلُهَا مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي مِنَ الِاعْتِقَادِ وَالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. [6]

يقول إبن قدامة المقدسي أيضا في هذا الحديث:

وقال إبن مسعود رضي الله عنه من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقربها هديا وأحسنها حالا. [7]

لذا يتوجب أن يكون الصحابة عدولا و مهديين لكي يهتدي من إتبعهم.

نقد الحديث و دراسته

أولا: هذا الحديث مما ضَعّفه أهل السنة. الذهبي و إبن حجر يَرَون سند الحديث مخدوشا لوجود عبدالله بن سفيان الخزاعي فيه. [8] و قد نقل هذا الحديث، العقيلي في كتابه الضعفاء أيضا. [9]

ثانيا: في الحقيقة لو أن النبي صلى الله عليه و آله بيّن طريقه و طريق أصحابه، طريق للنجاة بصورة مطلقة، لما رأينا الفرقة و الإختلاف بين الصحابة. الصحابة الذين قد خالف بعضهم رسول الله صلى الله عليه و آله في زمن حضوره و لم يلتزموا بالأوامر الإلهية.

إذا هاتان الروايتان ليس لهما دلالة على عدالة و حجية سيرة صحابة النبي صلى الله عليه و آله. و كل أدلة أهل السنة من الآيات و الروايات لا تنفع لإثبات شيء كهذا. لذا يجب أن ندرس عدالة الصحابة بمعيار آخر و نراجع الحقائق التأريخية و الروايات النبوية حتى نتوصل لحقيقة واحدة و مشتركة.

المصادر

[1] البخاري، صحيح البخاري، فضائل الصحابة، حديث 3673

[2] المكتبة الشاملة، أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، ج1، ص52

[3] المكتبة الشاملة، مسلم، صحيح مسلم، ج4، حديث2541

[4] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، بَاب مَنْ أَهْدَى إِلَى صَاحِبِهِ وَتَحَرَّى بَعْضَ نِسَائِهِ دُونَ بَعْضٍ، ح 2393

[5] المكتبة الشاملة، الترمذي، سنن الترمذي، باب ما جاء في إفتراق هذه الأمة، ح2565

[6] المكتبة الشاملة، علي بن محمد القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، باب الإعتصام بالكتاب و السنة، ح171

[7] المكتبة الشاملة، إبن قدامة المقدسي، تحريم النظر في كتب الكلام، ج1، ص44

[8] المكتبة الشاملة، الذهبي، میزان الإعتدلال في نقد الرجال، ش 4356- إبن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج2، ص40

[9] المكتبة الشاملة، العقيلي، الضعفاء الكبير، ج2، ص262

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.