اِقرَأ وَ ارقَ

22:34 - 2022/06/18

القرآن الحکیم هو سید الکلام والناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدّث الذي لا يكذب فهو غنىً لا غنى دونه ولا فقر بعده، في هذا المقال، نذكر فضل القرآن وفضل قراءته والعمل به.

القرآن

خیر من وصف القرآن الکریم وبيّن عظمته هو الله سبحانه وتعالى

حيث قال في كتابه العزيز: «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیةِ اللَّهِ»[1] وفي آية أخرى قال (جل وعلا) في وصفه: «هُدی وَ بُشْری لِلْمُؤْمِنِینَ»[2] هذا، وقد ورد عن أهل البیت (علیهم السلام) أنّ القرآن الحکیم هو سید الکلام والناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدّث الذي لا يكذب فهو غنىً لا غنى دونه ولا فقر بعده، يقول أميرالمؤمنين علي (عليه السلام):«اَفضَلُ الذِّکرِ القرآن بِهِ تُشرَحُ الصُّدورِ وَ تَستَنیرُ السَّرائِرِ»[3] وقد أمرنا بتلاوته والتدبر في آياته في العديد من آيات الذكر الحكيم منها قوله تعالى:«کتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیک مُبارَک لِیدَّبَّرُوا آیاتِهِ وَ لِیتَذَکرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»[4].

القرآن

وما جاء في فضل تعلم القرآن وقراءته هو أكثر من أن يحصى

فعن النبي (صلى الله عليه وآله): «خَیرُکُم مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ وَ عَلَّمَهُ»[5] وفي رواية عن الإمام الصادق (علیه السلام):«یَنبَغی لِلمُؤمِنِ اَن لا یَموتَ، حَتّی یَتَعَلَّمَ القرآن ، اَو یَکونَ فی تَعلیمِهِ»[6]

فلا نغفل عن تعلم هذا الكتاب العظيم حيث فيه صلاح أمر دنيانا وآخرتنا، ولنبدأ بتعليمه إلى أهلنا وأبناءنا ثم إن استطعنا علمناه للآخرين من غير أرحامنا، ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي يتربى على مأدبة القرآن فسيرقى سلّم الكمالات وتراه يسطع في سماء المعنوية.

ثم ينبغي للمؤمنين أن يقرؤا القرآن ويسمعوه لمن لا يستطيع القراءة كي لا يحرم من أجره، فقد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «قارِئُ القرآن وَ المُستَمِعُ فِی الأَجرِ سَواءٌ »[7]

فالقرآن هو جلاء للقلوب، لأنّ القلوب تغشيها الظلمة وتكدرها أدران الذنوب فمتى ما قرئ القرآن ، استنيرت بنور الله، يقول رسول الله (صلی الله علیه و آله): «إنَّ هذِهِ القُلوبَ لَتَصدَاُ کَما یَصدَاُ الحَدیدُ وَ اِنَّ جِلاءَها قِراءَةُ القرآن »[8]  

وإنّ أجر من حفظ القرآن وتلاه في يوم الحساب هو أعظم ما في الدنيا، فتأتي الدرجات بقدر معرفتنا للقرآن وحفظه له فعن النبي (صلى الله عليه و آله): «يقالُ لِصاحِبِ القرآن : اِقرَأ وَ ارقَ و رَتِّلْ كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا ، فإنّ مَنزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيَةٍ كُنتَ تَقرَؤها»[9] وعن الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «عَدَدُ دَرَجِ اَلْجَنَّةِ عَدَدُ آيِ القرآن فَإِذَا دَخَلَ صَاحِبُ اَلْقرآن اَلْجَنَّةَ قِيلَ لَهُ اِرْقَأْ وَ اِقْرَأْ لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةٌ فَلاَ تَكُونُ فَوْقَ حَافِظِ اَلْقرآن دَرَجَةٌ»[10]

فعلى المؤمنين ألّا يبتعدوا عن هذا النور العظيم وليخصصوا وقتاً لقراءة القرآن وحفظه والتدبر في آياته والعمل بها فعن الإمام الصادق (علیه السّلام): «الحافظ للقرآن العاملُ به مع السَّفَرةِ الکرامِ البَرَرَةَ»[11].

المصادر:

[1]  الحشر، الآية21.

[2]  البقرة، الآية 97.

[3]  غررالحکم، الحديث 3255.

[4]  ص، الآية 29.

[5]  مستدرک الوسائل، ج4، ص235.

[6]  الکافی، ج2، ص607.

[7]  مستدرک الوسائل، ج4، ص261.

[8]  ارشاد القلوب، ص78.

[9]  كنز العمّال، الحدیث2330.

[10]  بحار الأنوار، ج۸۹، ص۲۲.

[11]  اصول الکافی، ج 2، ص 603.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.