مفهوم الحكومة عند الامام علي

09:14 - 2022/02/13

-في اللغة العربية نجد عناوين مثل السلطان والملك. وتتضمن كلمة السلطان في باطنها مفهوم السلطة في الحاكم. وتعني: لا يحق للآخرين التدخل في شؤون الناس وأمورهم، بينما يحق له ذلك.

مفهوم الحكومة عند الامام علي

ان التعابير في نهج البلاغة تختلف عن التعابير الرائجة في الكتب[1] او بين الناس، التعابير الواردة في نهج البلاغة هي الإمام الذي هو القائد. ومفهوم القائد يختلف عن مفهوم المرشد. فالقائد هو ذلك الإنسان الذي يتقدم الجماعة أو الأمة التي يقودها. كما أننا نجد في كلمة الإمام مفهوم الحركة والتبعية والتقدم في تحرك الناس وفق مسار ما.

ايضا في نهج البلاغة ورد كلمة " الوالي". التي أخذت من كلمة الوِلاية أو الوَلاية. وهي لغة تدل على ارتباط و اتصال شيئين معاً، بحيث لا يبقى أي شيء فاصلاً بينهما. وبالطبع فهناك معاني أخرى للولاية، كالمحبة والإشراف والقومية.

فوالي الأمة أو الرعية هو الذي يتحمل أمور الناس ويرتبط بهم. و هذا المعنى يوضح بعداً خاصاً من مفهوم الحكومة في نهج البلاغة وعند أمير المؤمنين "عليه السلام"، ان ولي الأمر هو المتصدي لهذا العمل، والمتصدي لا يطلب ولا ينتظر الحصول على أي امتياز من ناحية وضعه المعيشي أو شؤوناته المادية. فإذا كان يقدر على أداء تكليفه بشكل صحيح، فإنه بمقدار ما يؤدي هذا التكليف ينال الشأنية المعنوية، ولا غير.

وهكذا، فالحكومة في نهج البلاغة ليس فيها أية إشارة على السلطة. وليس فيها أي مبرر لنيل الامتياز. ومن هنا، يكون الناس بحسب تعبير نهج البلاغة رعية، والرعية هم الجماعة التي تقع مسؤولية رعايتها والسهر عليها وحراستها على عاتق ولي الأمر. و هنا نأخذ الإنسان بجميع أبعاد شخصيته ووجوده وحريته وسعيه الدائم للكمال والسمو ورقيه المعنوي، وأهدافه العليا، ويجب رعاية هذه الأبعاد والشؤون مجتمعة.

وهذا الأمر هو الذي أشير إليه في الثقافة الإسلامية عبر العصور. يقول كميت الأسدي يصف أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بقوله :

"ساسة لا كمن يرى الناس * سواء ورعية الأنعام".[2]

فالسياسيون هم الذين لا يرون رعية الناس مثل رعية الحيوانات ، وهذا هو مفهوم الرعية في نهج البلاغة.

ويشير أمير المؤمنين "عليه السلام" إلى أبعاد الحكومة كما ورد في عهده لمالك الأشتر حيث يقول:

"جباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها"[3] فهذا معنى الحكومة. وإذا عُيِّن مالك الأشتر كوالٍ وحاكم على مصر، فليس لأجل أن يحصل على سلطة وموقعية لنفسه، أو نيل امتيازات ومنافع مادية، بل لأجل أداء هذه الأعمال: إدارة الأمور المالية للبلاد، ومحاربة أعداء الشعب والحفاظ عليه منهم، وإصلاح الناس ، وعمارة المدن مما هو واقع ضمن نطاق حكومته. وباختصار: القيام ببناء الناس والبلاد ورفع مستواهم المعنوي وقيمهم الأخلاقية.

[1] - مقاييس اللغة (3/ 95) و قال في المعاني : الملك ونحوه ، أو الوالي ، كل من له حق الإجبار في جهاز الحكم في الدولة. www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/

[2] - علي والخوارج - ج 1 /97

[3] - جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٩

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.