الوهابيون وعداوة رسول الله

إن الله بعث محمدا صلوات الله عليه وآله لتوحيد الأمة وإنقاذها من الجهل والظلم؛ تحقيقاً لقول الحق سبحانه: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ[1]، وقوله جل وعلا: وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا[2]، فأنقذنا ربنا سبحانه ببعثة نبيه وخيرته من خلقه محمد صلوات الله عليه وآله، فبلَّغ الرسالة وأدّى الأمانة، ووحّد الأمة على كلمة التوحيد، وحذّر صلوات الله وعلى آله من التفرُّق والتنازع: وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ[3].

ولذلك نعتقد أن أيَّ استهدافٍ للأمة يؤدي إلى شق صفها وإلقاء الخلاف بينها هو استهدافٌ للنبي صلوات الله عليه وآله؛ لأنه يخالف الغاية التي بُعِث الرسول صلى الله عليه وآله من أجلها.

وممن غرس شجرة الخلاف والحقد بين المسلمين الوهابيون. الذين قلما سلم مسلم من رمي تكفيرهم. فحاربوا الإسلام والمسلمين باسم الإسلام وحملهم على ذلك أنهم اتبعوا الهوى في التعامل مع الكتاب والسنة.

    فوصفوا من خالفهم بصفات عدة مثل الرافضة، والشيعة، والأشاعرة، والمبتدعة، وما شابه ذلك من الأوصاف المفرّقة.

كأنهم قد نسوا أنهم هم معدن البدع في الدين! فهم الذين حرموا زيارة القبور والتوسل وحاربوا أهل البيت عليهم السلام .

ومن بدعهم الشنيعة انهم يعظمون محمد ابن عبد الوهاب تعظيمهم النبي صلوات الله عليه وآله والعياذ بالله منهم ويقولون: فأقام الله هذا الإمام في أهل نجد مقام النبي، وقد ورد في نجد أنه منها يطلع قرن الشيطان ومنها طلع محمد بن عبد الوهاب.

روى البخاريُ في صَحيحِه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا)، قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا)، قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: (هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ).[4]

المصادر

[1] . آل عمران: 110.

[2] . آل عمران: 103 .

[3] . الأنفال : ۴۶.

[4] . صحیح بخاری ج۶، ص ۲۵۹۸.