جحد الغدير وعواقبه (الجزء الثاني)

13:02 - 2022/07/03

نذكر في المقال بعض العواقب والمصائب التي ترتبت على جحد الغدير وولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام).

أميرالمؤمنين

إنّ واقعة الغدير هي من أهم الوقائع في الإسلام، حيث لم يكمل الدين ولم تتم النعمة إلا في يوم الغدير، يوم تتويج أميرالمؤمنين (عليه السلام) بتاج الولاية وتزيين الخلافة به. فأنزل الله سبحانه «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا».[1]

وقد حث النبي (صلى الله عليه وآله) في كثير من المواطن والمناسبات على اتباع أميرالمؤمنين وقبول ولايته كما أنّه حذّر من إنكارها، كقوله (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير«معاشر الناس إنه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الابد  ودهر الدهور»[2]

الغدير

هذا، وقد ذكرنا في الجزء الأول من المقال العواقب الفردية التي ترتبت على إنكار الغدير وجحد ولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام)

وفي هذا الجزء نحن في صدد ذكر العواقب الإجتماعية التي لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وهي كما يلي:

1) حرمان الناس من البركات والنعم الإلهية، يقول سيدنا ومولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام): «ولو أن الامة منذ قبض الله نبيه اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم رغدا إلى يوم القيامة»[3] نعم، بجحد ولايته قد حرمت الأمة من الخيرات والبركات وهذه النعمة لا تختص بالنعم المادية فحسب بل تشمل كل النعم الإلهية التي فيها صلاح النظام الإجتماعي البشري كالأمن والصحة والرخاء والذرية وما شاكل ذلك.

2) شتات الدين والتحيّر في المعتقد، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) في تفسير الآية: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ»[4] يقول: «إِذَا قِيلَ لِهَؤُلاَءِ النَّاكِثِينَ لِلْبَيْعَةِفِي يَوْمِ الْغَدِيرِ لاٰ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بِإِظْهَارِ نَكْثِ الْبَيْعَةِ لِعِبَادِ اللَّهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَتُشَوِّشُونَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ، وَ تُحَيِّرُونَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَ مَذَاهِبِهِمْ قٰالُوا إِنَّمٰا نَحْنُ مُصْلِحُونَ»[5] ولذا اشتبه على الناس الكثير من أمور دينهم ومعتقداتهم فتحيّروا في أمر دينهم وأخراهم، وتشعبت الناس إلى مذاهب شتى تكاد تدخل بعضها في النار بسبب ما تعتقده.

3) تأسيس الحكومات الطاغية، ولنلاحظ تأريخ الإسلام بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، فكم نرى من الجرائم التي ارتكبت على المسلمين من القتل والنهب والسلب على يد الحكومات الجائرة كحكومة بني أمية التي حلّت محل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ وقد وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بالشجرة الملعونة، وجاء في تفسير الآية: «وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ»[6] عن‌ أبي جعفر ‌أنّالشجرة الملعونة ‌هم‌ بنو امية[7]‌ ،فإنهم لم يرحموا حتى سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) فقتلوه وسبوا عياله وشوّهوا سمعة الإسلام.

وتبقى الأمة على هذا الحال حتى يظهر الله حجته ووليه الإمام المهدي بن الحسن العسكري (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

المصادر:

[1]. المائدة، الآية3.

[2]. بحار الأنوار، ج38، ص208.

[3]. كتاب سليم بن قيس، ج1، ص211.

[4]. البقرة، الآية 11.

[5]. البرهان في تفسير القرآن، ج1، ص141.

[6]. الإسراء، الآية60.

[7]. تفسير التبيان، ج6، ص494.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
10 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.