اسلام الإمام علي في مخيلة ابن تيمية

09:30 - 2022/08/24

بالمراجعة الى كتاب منهاج السنة، نجده لا يترك فرصة في النيل من علي عليه السلام بالقدح في جميع شؤونه ونكران فضائله كلها حتى اسلامه عليه السلام.

اسلام علي عليه السلام في مخيلة ابن تيمية

اسلام علي عليه السلام في مخيلة ابن تيمية

إن مما لا شك فيه بين الفريقين أن عليا عليه السلام سبق اسلامه على جميع الصحابة بلا استثناء، وهذا ما اعترف به كبار الأئمة المتقدمين على ابن تيمية والمتأخرين عنه ، وهي فضيلة لم يشركه فيها أحد .

لكن ابن تيمية خالف الجميع وقام بعدة محاولات في سبيل انكار هذه الفضيلة حتى اضطرب كلامه فيها، فتارة يقدم اسلام علي عليه السلام على ابي بكر من حيث لا يشعر ولا ينقل قولا على الخلاف.

فيقول : " قول علي : صليت ستة أشهر قبل الناس ، فهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة ، فإن بين إسلامه وإسلام زيد وأبي بكر وخديجة يوما أو نحوه ، فكيف يصلي قبل الناس بستة أشهر " .[1]

ثم في موضع آخر يقوم بالتشكيك فيما صرّح به سابقا، فقال: " وتنازعوا في أول من نطق بالإسلام بعد خديجة ، فإن كان أبو بكر أسلم قبل علي ، فقد ثبت أنه أسبق صحبة كما كان أسبق إيمانا . وإن كان علي أسلم قبله فلا ريب أن صحبة أبي بكر للنبي كانت أكمل وأنفع من صحبة علي ونحوه ".[2]

فيردد الأمر - مع التصريح بدعوى كون إسلامه بعد خديجة - ثم يفضّل إسلام أبي بكر على كل تقدير .

ثم في المرحلة الثالثة، أبان ما في نفسه وقال بتقديم اسلام ابي بكر على أكثر الناس، فقال:  " قول القائل : علي أول من صلى مع النبي ، ممنوع ، بل أكثر الناس على خلاف ذلك ، وأن أبا بكر صلى قبله ".[3]

ابن تيمية

ابن تيمية والتشكيك في اسلامه ثم اثبات كفره عليه السلام

ولم يكتف ابن تيمية بذلك بل تعداه الى التشكيك في أصل اسلام علي عليه السلام! فيقول: " قوله : وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة . ممنوع ، فإن الناس متنازعون في أول من أسلم ، فقيل : أبو بكر أول من أسلم ، فهو أسبق إسلاما من علي ، وقيل : إن عليا أسلم قبله ، لكن علي كان صغيرا وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء ، ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع ، فيكون هو أكمل سبقا بالاتفاق ، وأسبق على الإطلاق على القول الآخر . فكيف يقال : علي أسبق منه بلا حجة تدل على ذلك ".[4]

وبعد أن شكك ابن تيمية في اسلامه عليه السلام، قام بمحاولة اثبات كفره قبل اسلامه، فيقول:

 " قبل أن يبعث الله محمدا لم يكن أحد مؤمنا من قريش ، لا رجل ولا صبي ولا امرأة ، ولا الثلاثة ولا علي ! وإذا قيل عن الرجال : إنهم كانوا يعبدون الأصنام . فالصبيان كذلك ، علي وغيره ! ! وإن قيل : كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ . قيل : ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ .

... والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين ، وإذا أسلم قبل البلوغ ... فهل يكون مخرجا له من الكفر ؟ على قولين مشهورين ، ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر " .[5]

المصادر:

[1] . منهاج السنة ، ج 5 ، ص19 .

[2] . المصدر، ج 8 ، ص 389 .

[3] . المصدر، ج 7 ، ص 273 .

[4] . المصدر، ج 7 ، ص155 .

[5] . المصدر، ج 8 ، ص285 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.