إقامة الشعائر الحسينية و مشروعيتها

12:34 - 2022/07/25

مما استشكل به على اتباع اهل البيت عليهم السلام اقامة بعض الشعائر مثل اللطم ، فقالوا: انه ممنوع لورود النهي عنه في كلمات اهل البيت عليهم السلام.

إقامة الشعائر الحسينية و مشرعيتها

إقامة الشعائر الحسينية و مشروعيتها

 قالوا إن الإمام الحسين « عليه السلام » نهى النساء في ليلة العاشر من المحرم عن خمش الوجوه ، وعن لطمها ، وعن شق الجيوب . .

 إن ما قيل في هذا الباب جاء توضيحه في ما رواه السيد ابن طاووس ، حيث قال : فلطمت زينب عليها السلام على وجهها ، وصاحت ، فقال لها الإمام الحسين عليه السلام : « مهلاً ، لا تشمتي القوم بنا . . » [1].

كما جاء توضيحه في ما روي من أنه عليه السلام قد قال للنساء في وداعه الثاني : « فلا تشكوا ، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم . . » [2].

الشعائر

مستند جواز إقامة الشعائر

والجواب: إنّ المفهوم من هذه النصوص أن إقامة الشعائر مثل لطم الوجوه إذا كان ينقص من قدرهن ، أو يشمت به وبهن الأعداء ، فإن عليهن أن يمتنعن عنه .

وأما إذا كانت تلك الشعائر تعبيراً عن الأسى ، وكانت موجبة لإظهار المظلومية ، وإدانة المجرمين ، فلا شيء يمنع من إقامتها ، بل  إقامة تلك الشعائر مستحب ومطلوب ، حسبما  ورد، فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : « ولقد شققن الجيوب ، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي . وعلى مثله تلطم الخدود ، وتشق الجيوب » .

وفي الجواهر : أن حديث لطم الفاطميات متواتر ، ونقله رحمه الله عن ابن إدريس أيضاً .[3]

كما روي بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام ، أن النبي صلى الله عليه وآله ، لم يعترض على نساء الأنصار فيما فعلن في أنفسهن بعد قضية أحد ، حيث إنهن « قد خدشن الوجوه ، ونشرن الشعور ، وجززن النواصي ، وخرقن الجيوب ، وحزمن البطون على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما رأينه قال لهن خيراً ، وأمرهن أن يستترن ، ويدخلن منازلهن . . ».[4]

وفي زيارة الناحية المقدسة : « ولأبكينك بدل الدموع دماً ، حسرة عليك ، وتأسفاً على ما دهاك ، حتى أموت بلوعة المصاب ، وغصة الإكتئاب ».[5]

اذن اتضح : أنه لا مانع من الناحية الشرعية ، من ممارسة هذه الأساليب في إحياء أمرهم عليهم السلام ، إلا في المواضع التي توجب شماتة الأعداء ، أو إنقاص القدر أو المهانة ، أو غير ذلك من الآثار المبغوضة للشارع .

وأما إذا أوجبت زيادة التعلق بالإمام الحسين عليه السلام ، وشدة الكراهية للظلم وللظالمين ، والربط على قلوب المؤمنين ، وإحياء أمرهم صلوات الله عليهم ، فإن مشروعيتها تصبح في غاية الوضوح . .

المصادر

[1] . اللهوف ط صيدا ، ص 51 ، والبحار،  ج 44 ، ص 391 .

[2] . مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم رحمه الله ، ص 337.

[3] . تهذيب الأحكام، ج 8 ، ص 325 ، وكشف الرموز، ج 2 ، ص 263.

[4] . الكافي، ج 8 ، ص 318 ، والبحار، ج 20 ، ص 107 – 109.

[5] . المزار الكبير، ص 171 ، ومصباح الزائر،  ص 116 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 16 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.