الإمام الصادق عليه السلام إمام المسلمين

09:21 - 2022/10/10

-المقال نبذة من حياة الإمام الصادق (عليه السلام) الذي طالما انتهل المسلمون من علمه وسيرته .

الصادق

تعد حياة الإمام الصادق (عليه السلام) من الفصول المهمة في حياة الأيمة (عليهم السلام) حيث سنحت الفرصة للإمامين الصادقين محمد الباقر وجعفر الصادق (عليهما السلام) إثر الأحداث السياسية والنزاعات التي جرت بين الأطراف التي شمرت ساعديها لتصاحب القدرة والجلوس على كرسي الزعامة والحكومة على المسلمين، فقد نشرا المعارف الحقّة وانتهل من علومهم الخاصة والعامة من شتّى النحل والفرق وكان قد ضيّق على الأيمة قبلهم من قبل الحكومات الجائرة والمستبدة وكذا حال الأيمة بعدهم فبين من أجلس بيته وبين من سجن إلّا بعض الأزمنة التي قام أهل البيت (عليهم السلام) بتبيين الإسلام المحمدي الأصيل كعهد الإمام الرضا (عليه السلام) الذي ظهر للقريب والبعيد من الديانات المختلفة علم الإمامة وسمو منزلتهم وواصل أهل البيت (عليهم السلام) وظائفهم الإلهية عن طريق الوكلاء والمعتمدين من شيعتهم.

الصادق

هذا وقد نذكر في مقالنا دروسًا من حياة الإمام الصادق (عليه السلام) التي ستنفعنا في حياتنا الدينية والإجتماعية.

الإمام الصادق (عليه السلام) وحث المسلمين على العلم

إنّ أكثر ما يبرز في حياة الإمام (عليه السلام) عند نقل سيرته هي حياته العلمية حيث تخرج على يديه الكثير من العلماء والفقهاء فكان دائمًا يحث المسلمين على اكتساب العلم والتفقه في الدين فعنه (عليه السلام): لَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى الشَّابَّ مِنْكُمْ إِلَّا غَادِياً فِي حَالَيْنِ: إِمَّا عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَرَّطَ، فَإِنْ فَرَّطَ ضَيَّعَ، وَ إِنْ ضَيَّعَ أَثِمَ، وَ إِنْ أَثِمَ سَكَنَ النَّارَ...[1] ولا شك أن الحياة  الحقيقية هي الحياة العلمية للأفراد.

الإمام الصادق (عليه السلام) ومعاملته مع المخالفين

إنّ من أصعب الأمور في حياة الأفراد هو التعامل مع المخالفين والذين لا يتناسقون معهم في الرأي والعقيدة فأحيانًا هذا الإختلاف ينجر إلى النزاع وما شاكل ذلك، ولكن مواجهة الإمام الصادق (عليه السلام) للمخالفين مواجهة سليمة حيث يتخذ معهم اللين ويأتي بأوثق البراهين في إثبات المطلوب فيخرجون من عنده بزيادة من علم ونقصان في جهل وعمى،كمعاملته مع مالك بن أنس رئيس مذهب المالكية وأبو حنيفة رئيس مذهب الحنفيين وسائر الناس من الخاصة والعامة وحتى بعض الزنادقة. وهذا أكبر دليل على أن نستغل الفرصة لمواجهة المخالفين ودعوتهم إلى الطريق القويم من خلال الحكمة والموعظة الحسنة وعن طريق الجدال الأحسن والأقوم.

جاء في سيرة الإمام عند مواجهة المخالفين أنه دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَليه، فَقَالَ لَهُ الإمام : « يَا أَبَا حَنِيفَةَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقِيسُ؟» قَالَ : نَعَمْ، قَالَ : « لا تَقِسْ ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ حِينَ قَالَ : ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ )[2] فَقَاسَ مَا بَيْنَ النَّارِ وَالطِّينِ، وَلَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ آدَمَ بِنُورِيَّةِ النَّارِ، عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ النُّورَيْنِ، وَصَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ»[3] فنبهه الإمام على خطأه بكلام وجيز وأسلوب قرآني.

ثم ينقل عن حفص بن غياث قال : كنت عند سيد الجعافرة جعفر بن محمد (عليه السلام) لما أقدمه المنصور فأتاه ابن أبي العوجاء وكان ملحدا فقال له ، ما تقول في هذه الآية : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها هب هذه الجلود عصت فعذبت فما ذنب الغير؟ قال أبوعبدالله (عليه السلام): ويحك هي هي وهي غيرها، قال: أعقلني هذا القول، فقال له: أرأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبلها ثم ردها إلى هيئتها الاولى ألم تكن هي هي وهي غيرها؟ فقال : بلى أمتع الله بك.[4]

نعم، هذا غيض من فيض من حياة الإمام الصادق (عليه السلام) وهناك جوانب أخري ودروس جمة في حياة الإمام يستطيع الإنسان أن يأخذها وينوّر طريقه لنيل السعادة في الدارين.

المصادر:

[1] . أمالي الطوسي، ص303.

[2] .الأعراف، الآية 12.

[3] .الكافي، ج1، ص148.

[4] . بحار الأنوار، ج7، ص39.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.