تحريف القرآن في مصادر أهل السنة

13:55 - 2022/10/13

-اشتهر بين علماء المسلمين أنّ القرآن بعيد عن التحريف ولكن بعض الفرق يتهمون بعض المسلمين بأنّهم ينفردون عن سائر المسلمين ويعتقدون بتحريف القرآن.

القرآن

إنّ قضية تحريف القرآن كانت تطرح منذ قديم الأزمان بين علماء المسلمين لأنّ منشأها وجود الروايات الدالة على تحريف القرآن في كتب الفريقين. وقد تصدى بعض العلماء للجواب عنها ولكن هناك مغرضون يتهمون بعض الفرق بتحريف القرآن ووجود الروايات الدالة على تحريف كتاب الله في كتبهم ولكن نسوا أنفسهم بأنّ كتبهم أيضاً فيها من قبيل هذه الروايات.

القرآن

المشهور بين المسلمين أنّ القرآن الكريم هو هذا الموجود بين الدفتين الذي لم يحرف منذ عهد النبي إلى زماننا هذا

ولكن بعض علماء أهل السنة ينقلون عن بعض الصحابة أنّ القرآن الكريم وقع فيه التحريف وإليك بعض الروايات.

عمر بن الخطاب وتحريف القرآن

عن عمر بن الخطاب: ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ.[1]

عائشة وتحريف القرآن

وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ سُورَةُ الْأَحْزَابِ تُقْرَأُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَتَيْ آيَةٍ فَلَمَّا كَتَبَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ لَمْ يُقَدَّرْ مِنْهَا إِلَّا عَلَى مَا هُوَ الْآنَ.[2]

أبو موسى الأشعري وتحريف القرآن

بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا القرآن، فَقَالَ: أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ، فَاتْلُوهُ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً، كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا: §لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً، كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ، فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "[3]

عبد الله بن عمر وتحريف القرآن

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: قَدْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَمَا يُدْرِيهِ مَا كُلُّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ وَلَكِنْ لِيَقُلْ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ مَا ظَهَرَ[4]

أبو يونس غلام عائشة وتحريف القرآن

عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ أَبِي يُونُسَ قَالَتْ قَرَأَ عَلَيَّ أَبِي وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً فِي مُصْحَفِ عَائِشَةَ " إِنَّ اللَّهَ وملائكته يصلون على النبي يأيها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وَعَلَى الَّذِينَ يُصَلُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ "[5]

وبعد نقل هذه الروايات والإعراض عن سائر روايات التحريف في الكتب الصحيحة والمقبولة عند أهل السنة نسألهم ونقول لماذا تتهمون سائر الفرق بأنّهم يعتقدون بالتحريف والحال أنّ كتبكم أيضاً تتحدث عن التحريف؟ فلا بد من الإجابة عن هذه الروايات المثيرة للشبهة.

المصادر:

[1] .صحيح البخاري، ص1380، ح6830.

[2] .الإتقان في علوم القرآن، ج2، ص82.

[3] . صحيح مسلم، ص465، ح119، 1050، 2416.

[4] . الإتقان في علوم القرآن، ج3، ص81.

[5] . المصىر، ج3، ص82.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.