مما استشكله ابن تيمية على شيعة أهل البيت عليهم السلام، لطم الخدود على ما حلّ بسيد شباب أهل الجنة عليه السلام في كربلاء.
استشكل ابن تيمية على إقامة المآتم على الحسين عليه السلام ولطم الخدود وشق الجيوب والنياحة عليه،[1] و هذا من غش ابن تيمية جهلا منه، فهذه كتب فقه الاثني عشرية وصحف حديثهم التي تنادي بحرمة لطم الخدود وشق الجيوب و دعوى الجاهلية على الموتى.
ابن تيمية والجواب النقضي
ثم ماذا يقول ابن تيمية فيما فعلته عائشة عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله، فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول: " مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري، ونحري ..ثم وضعت رأسه على وسادة، وقمت ألتدم مع النساء، وأضرب وجهي "[2] قال المحشي في الهامش: ألتدم أي اضرب صدري.
وهذا الحديث صحيح الاسناد قد صححه غير واحد من حفاظ أهل السنة والجماعة. فلماذا لا يقول ابن تيمية إن عائشة فعلت فعلا حراما و شاملا لقوله صلى الله عليه وآله " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب"[3]
ثم إن لطم الخدود وشق الجيوب حزنا على سيد شباب أهل الجنة انما هو لعظم مصيبته، وليس في ذلك دعوى الجاهلية فان الذي ينادي بثأر الحسين عليه السلام ويمشي على درب الحسين عليه السلام، دعوته ليس دعوى جاهلية.
واذا كانت عواطفهم تطغى عليهم في ذكرى استشهاد الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام وما جرى عليه وعلى أهل بيته وأصحابه ومن قُتل معه وهُتِك وسُبي، فهم مأجورون، لأن نواياهم كلها في سبيل الله تعالى، والله سبحانه يُعطي عباده على قدر نواياهم. و " إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى "[4] كما ورد في الحديث ، وكرّره ابن تيمية في كتبه كثيراً.[5]
اضافة الى أن الحديث ورد على أن جبرئيل قد أتى النبي صلى الله عليه وآله وخبره بمقتل الحسين علسه السلام ومكان استشهاده وقد دفعها الى أم سلمة.
المصادر
[1] . منهاج السنة النبوية، ج 1، ص 52.
[2] . مسند أحمد، ج 43 ، ص 369 ط الرسالة.
[3] . صحيح البخاري، ج2، ص551.
[4] . مسند أحمد، ج 1 ، ص 303 ط الرسالة.
[5] مجموع الفتاوى، 1 ، ص 70.