-إن الاعتراف بصحة الأحاديث الواردة في حق أهل البيت عليهم السلام يدل على ضلال تارك سنة الرسول صلى الله عليه وآله.
من الواضح البيّن أن أهل السنة إذا اعترفوا بصحة أحاديث الثقلين والمنزلة والسفينة وغيرها من السنن القطعية التي أخرجها علماء السنة، فقد شهدوا على أنفسهم بالضلال ضمنيّاً، باعتبار أنهم لم يتمسكوا بالعترة الطاهرة واعتنقوا مذاهب ما أنزل الله بها من سلطان، ولا دليل يسندها في السنة النبوية.
اجتهاد أهل السنة قبال النصوص
ولذا كانوا يرفضون السنة النبوية ويجتهدون بآرائهم في قبال النصوص الصريحة وفقا لمصالحهم الدنيوية.
إن أول موقف خطير اتفق في عصر الرسول صلى الله عليه وآله، لرفض السنة النبوية هو موقف عمر بن الخطاب عندما أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب لأمته ذلك الكتاب الذي يعصم المسلمين من الضلالة، فاعترض عمر والنبي يسمع ما قاله، من: "إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله" وقد عبّر ابن عباس عن حزنه للخسارة التي حصلت للمسلمين من هذه المقولة في ذلك اليوم وسمّاه برزية الخميس.[1]
إن اعتراض عمر يعتبر من أعظم التجاسر على النبي صلى الله عليه وآله، في حين كان يعلم أن أوامر النبي صلى الله عليه وآله واجبة الامتثال، لقوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"[2]
وانما اعترض لعلمه أن الرسول صلى الله عليه وآله يريد تأكيد الأمر في الإمامة لعترته الطاهرة وللإمام علي عليه السلام، والا لو علم أن الأمر غير ذلك لبادر بالدواة والقلم والقرطاس اليه صلى الله عليه وآله.
إن عمر بن الخطاب كان يرى عدم التقيد بالسنة النبوية، وكان يرفض النصوص القطعية الواردة في إمامة العترة الطاهرة،كحديث الثقلين[3] والسفينة[4] والمنزلة[5] ولم ير لنفسه مانعا عن ذلك، فكان يجتهد في مقابل النصوص، وتبعه أنصاره من الصحابة والتابعين وغيرهم، فاقتدوا به وتركوا سنة الرسول صلى الله عليه وآله، وذلك بتركهم الاحاديث الصحيحة الصريحة في تعيين النبي صلى الله عليه وآله عترته الاثني عشر ليكونوا خلفاءه من بعده وأوصياءه على أمته.
وبعد هذا، كيف لا نتعجب من الذين يزعمون أنهم أهل السنة والجماعة وهم جماعات متعددة حنفية ومالكي وشافعية وحنبلية، ولكنهم اجتمعوا على تصحيح خلافة السقيفة الجائرة والتمسوا لها التبريرات المزيفة ليُظهروها شرعية، وتركوا أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله بتركهم حديث الثقلين والمنزلة والسفينة والطير وحديث الغديروغيرها.
المصادر:
[1] . صحيح البخاري، ج1، ص119، ح112.
[2] . سورة النساء، الآية 59.
[3] . مسند أحمد،ج3،ص14 وص17 وص26.
[4] . المستدرك على الصحيحين، ج2، ص343.
[5] . صحيح البخاري، ج 3، ص 1359 ت البغا.