أهل البيت ترجمان القرآن

التشكيك في حديث النبي: من أساليب ابن تيمية لتحريف المعنى، ذكر أقوال واحتمالات متعددة ليستطيع من خلالها صرف الحديث عن المقصود أو تضعيفه، مثل تشكيكه في جملة «وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»[1] ومثل ادعاءه أن الشيعة والسنة قائلون بتفضيل المسلمين الذين آمنوا بالنبي، قال: " هم أفضل الخلق باتفاق المسلمين أهل السنة، والشيعة"[2]

إن الشيعة الامامية لا يفضلون أحداً من الصحابة على أهل البيت، بدليل اهتمامهم بالعمل في الامور الدينية سواء في الاصول او الفروع، بالنصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، لأن النبي صلى الله عليه وآله قد أكّد على أن أهل البيت هم المرجع في ذلك.

مثل تأكيده في حديث الثقلين الذي أخرجه اصحاب المسانيد والسنن، حيث قال صلى الله عليه وآله: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وأن اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"[3]

والحديث صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله عرّف الخليفتين له وأنهما لن يفترقا، فالأمة مسؤولة عنهما غداً يوم القيامة، فعدم التمسك بهما والتخلف عنهما ملازم للضلالة والهلاك.

إن القرآن ليس فيه تفاصيل الأحكام، فلا بد من مبيّن ومفسّر، وكان النبي صلى الله عليه وآله في حياته يفسر القرآن ويشرح مقاصده قال تعالى " وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم"[4]

رحلة النبي تترك فراغا يملأه أهل البيت

فكانت رحلته صلى الله عليه وآله تُخلّف فراغا في هذا المجال والأمة في حاجة الى سد هذا الفراغ، فبمقارنة أهل البيت عليهم السلام بالقران الكريم وانهما لن يفترقا، اتضح مرجعية أهل البيت في تفسير القران وبيان العقائد، ومعلوم أن جميع المسائل الدينية وراء الزعامة السياسية.

ومنه يُعلم فساد ما قاله ابن تيمية من أن "الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله، فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله، وهذا أمر قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك، وهو ‌لم ‌يأمر ‌باتباع ‌العترة، ولكن قال: " «أذكركم الله في أهل بيتي» "، وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم، والامتناع من ظلمهم"[5]

المصادر:

[1] . منهاج السنة، ج 7، ص318.

[2] . المصدر، ج 1، ص 77.

[3] . الطبقات الكبير، ج 2، ص 174 ط الخانجي، المعجم الكبير للطبراني، ج 3، ص 66.

[4] . سورة النحل، الآية 44.

[5] . منهاج السنة، ج 7، ص318.