نافذة على ولاية الفقيه

17:01 - 2023/01/07

-ينظر كثير من الناس بما فيهم المثقفون والعلماء إلى مفهوم ولاية الفقيه على أنها مجرد بدعيات دخيلة على الإسلام ولا علاقة لها به ، غير أنك ستقف على حقيقة أخرى مفادها أن لولاية الفقيه أصول شرعية في تراثنا الإسلامي ، وبعبارة أوضح في لها جذور متأصلة في روايات أهل البيت عليهم السلام.

نافذة على ولاية الفقيه

من المعاني المأخوذة في الولاية هي السلطة وتحديدا سلطة الفقيه على الناس الجامع للشرائط في عصر الغيبة الكبرى ، حيث يكون الولي الفقيه نائبا عن الإمام الحجة في قيادة الأمة وإدارة شؤونها. وهذا المفهوم ليس وليد ابتداع من فلان أو علان ، بل إن له جذورا اسلامية ونصوصا مسطورة عن أهل البيت عليهم السلام ، ولعلمائنا كلماتهم المحفوظة والمدونة عن في هذا الباب. وقد صيغ لولاية الفقيه أدلة عقلية ونقلية تُثبتها جوهرها وحقيقتها في حفظ النظام الإلهي وتسيير معايش العباد وأمورهم طبق حدود الله تعالى. ويُعتبر النظام الإسلامي في إيران هو الوحيد الذي تبنى هذه النظرية ويحكم بها حاليا.

أدلة ولاية الفقيه:

من جميل ما قُدم من البحوث والكتابات في موضوع ولاية الفقيه في العصر الحديث ما جاء في الكتاب "دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية" . ونحن هنا نستعرض بعض الأدلة التي ساقها رحمة الله عليه  لولاية الفقيه مع الإختصار. بلا تعريج على المناقشات والردود. ومن الأدلة التي ساقها:

1. مقبولة عمر بن حنظلة:

قال: سألت أبا عبدالله علیه السلام عن رجلین من أصحابنا بینهما منازعة فى دین أو میراث فتحاً کما إلى السلطان وإلى القضاة ایحل ذلک؟ قال: "من تحاکم إلیه فى حق أو باطل فانّما تحاکم إلى الطاغوت... قلت: فکیف یصنعان؟ قال: ینظران من کان منکم ممن قد روى حدیثنا ونظر فى حلالنا وحرامنا وعرف أحکامنا فلیرضوا به حکماً فإنّى قد جعلته علیکم حاکماً فإذا حکم بحکمنا فلم یقبل منه فانّما استخف بحکم الله وعلینا ردّه، والرادّ علینا الرادّ على الله وهو على حدّ الشرک بالله...".[1]

2. حديث الفقهاء حصون الإسلام:

علي بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) يقول : "إِذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد اللّه عليها وأبواب السماء الّتي كان يصعد فيها بأعماله وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ ، لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها".[2]

الفقيه

3. حديث العلماء حكام على الناس:

روى في الغرر والدرر عن أمير المؤمنين عليه السلام قال "العلماء حكّام على الناس".[3]

4. حديث مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء:

روى في تحف العقول عن أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام في خطبة طويلة يخاطب بها علماء عصره. قال : ويُروى عن أمير المؤمنين عليه السلام : " ... وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غُلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون . ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء باللّه الأمناء على حلاله وحرامه . فأنتم المسلوبون تلك المنزلة ، وما سلبتم ذلك إِلاّ بتفرقكم عن الحقّ واختلافكم في السنة بعد البيّنة الواضحة . ولو صبرتم على الأذى وتحملّتم المؤونة في ذات اللّه كانت أمور اللّه عليكم ترد وعنكم تصدر وإِليكم ترجع ، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم...".[4]

وهناك أدلة عقلية لم نقف عليها ، ورأينا الإكتفاء بالأدلة النقلية لكي لايطول المقام . ولعلنا نعقد لها بحثا مستقلا . ويسع للقارئ المزيد بمراجعة بحوث أعمق.

__________

المصادر:

[1] الكافي، ج1، ص68.

[2] الكافي الشريف، ج1، ص38.

[3] الغرر والدرر، ج1، ص137.

[4] تحف العقول، ص237.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.