المتآمرون على رسول الله ليلة العقبة

تآمر الصحابة :إن العداء بين الحزب القرشي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتوقف حتى بعد استسلامهم وإظهارالإسلام، بل استمر واستفحل وأفضل مصداق لذلك حادثة العقبة، وحادثة الامتناع عن الالتحاق بحملة أسامة، وحادثة يوم الخميس الى غير ذلك.

لا يمكن تقديس الصحابة بعد أن حذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بأنهم سيتبعون سنن الذين من قبلهم من اليهود والنصارى حذو النعل بالنعل.

فكما أن اليهود أرادوا قتل هارون، أراد الصحابة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله في حادثة العقبة، فقد أخرج البيهقي بسنده عن عروة قال: رجع النبي صلى الله عليه وآله قافلا من تبوك الى المدينة حتى إذا كان ببعض الطرق، مكر برسول الله صلى الله عليه وآله ناس من أصحابه، فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق.[1]

هناك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمار وكان يسوق الراحلة وحذيفة يقودها: هل عرفت القوم؟ فقال: لا، كانوا ملثمين، وقد عرفت عامة الرواحل.[2]

الأمر بكتمان أسماء الصحابة المتآمرين

ثم أن النبي صلى الله عليه وآله أمر من معه بكتمان أسماء المتآمرين، فكان بعض أصحاب المقام من الصحابة، يسأل حذيفة هل أنه في من سمّاهم النبي في جملة المنافقين أم لا؟

من هؤلاء عمر بن الخطاب، كان يسأل حذيفة بن اليمان إن كان من جملة المنافقين الذين أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله بأسمائهم.[3] فلو كان عمر ليس من جملة المتآمرين على النبي، فلماذا يسأل حذيفة أنه منهم أم لا؟

على أيّ حال بقي أمر أهل العقبة مستورا وإن ظهرت تلويحات واشارات تبيّن أن منهم ابا موسى الاشعري، ذكر ذلك ابن عبد البر في ترجمة الرجل، وقال: بعد عزل أمير المؤمنين عليه السلام له من الكوفة، لم يزل واجدا على علي حتى جاء منه ما قال حذيفة. ولم ينقل ما قاله حذيفة ونقله ابن ابي الحديد المعتزلي قال: روي أن عمارا سُئل عن أبي موسى فقال: لقد سمعت فيه من حذيفة قولا عظيماً، سمعته يقول: صاحب البرنس الأسود، ثم كلح كلوحا علمت منه أنه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط.[4]

إن هذه الجريمة النكراء أثبتت خبث بعض الصحابة، وعليه فلا أساس لهالة التقديس الجماعي التي يحاول بعض أهل السنة أن يحيطهم بها.

المصادر:

[1] . سنن الكبرى للبيهقي، ج9، ص33.

[2] . مجمع الزوائد، ج1، ص110 كتاب الايمان.

[3] . كنز العمال، ج1، ص24.

[4] . شرح نهج البلاغة، ج13، ص314.