أهل البيت وأدب الحوار مع المرأة

قال أمیر المؤمنین عليه السلام : "تکلموا تعرفوا فان الإنسان مخبوء تحت طی لسانه".[1] وقال الإمام الباقر علیه السلام: "سلاح اللئام قبیح الکلام".[2]

إن الامام الحسين عليه السلام ثمرة الشجرة الزیتونة المبارکة، لو تأملنا حواره مع المرأة، فإنا نلمس الاحترام الکامل والتوقیر الوافر والأدب الرفیع، وكنموذج على ذلك حدیثه مع أم وهب فی کربلاء وهو فی خضم الهم والغم والحزن لفقدان الأحبة، وتکالب الأعداء وقلة الناصر، نراه علیه السلام يتكلم معها بکل حنان وعطف ومسؤولیة.

 قال عليه السلام لها: ارجعي یا أم وهب، أنتِ وابنکٍ مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فانّ الجهادَ مرفوعٌ عن النساء.[3]

 امتثلت المرأة الحرّة المطیعة لإمامها ورجعت وهی تقول: «إلهي لا تقطع رجائي» فیجيبها الإمام الحسین عليه السلام :

 "لا یقطعُ اللهُ رجاکِ یا أمَّ وهب".

 إن الإمام عليه السلام، يؤكد لها بأنها ممن رضي الله تعالی عنهم ویبشرها بأنها حصلت على رجاها وامنیتها، یا لهذا الخلق الرفیع الملیء بالعبرة والموعظة!

وعن محمد الباقر عليه السلام قال:

 "لما همّ الحسین عليه السلام، بالشخوص عن المدینة، أقبلت نساء بني عبد المطلب فاجتمعن للنیاحة وأقبلن إلی أم هانی عمة الحسین عليه السلام وقلن لها: یا أم هانی أنت جالسة والحسین عليه السلام مع عیاله عازم علی الخروج، فأقبلت أم هانی فلما رآها الحسین عليه السلام، قال: "یا عمّة ما الذی جاء بک وأنت علی هذه الحالة".[4]

 فقالت: وکیف لا آتي وقد بلغني أنّ کفیل الأرامل ذاهب عني، ثم انها انتحبت باکیة

 ثم قالت: سیدي وأنا متطیّرة علیک من هذا المسیر لهاتف سمعت البارحة یقول:

 وإنّ قتیل الطف من آل هاشم * أذلّ رقابا من قریش فذلّت

 حبیب رسول الله لم یک فاحشاً * أبانت مصیبته الأنوف وخلّت

 فقال لها الحسین علیه السلام: "یا عمة لا تقولي من قریش ولکن قولي أذلّ رقاب المسلمین فذلّت" ثم قال: "یا عمة کلُّ الذی مُقدرٌ فهو کائن لا محالة"

المصادر:

[1] . نهج البلاغة، ج 4، ص 93.

[2] . میزان الحکمة،ج 3، ص 2377.

[3] . بحار الأنوار، ج ٤٥، ص ١٧.

[4] . شجرة طوبى، ج ٢، ص ٣٠٥.