موقف القرآن من الركون الى الظلمة

سيرة ابن عمر والصحابة: بإلقاء نظرة الى سيرة الصحابة قبل وبعد رحلة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله يتبين أن معظم الصحابة لم يمتثلوا الأوامر والنواهي في القرآن الكريم فضلا عن امتثال ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فلو نظرنا الى قوله تعالى " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم الناروما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون"[1]

نجد الآية تنهى عن الركون الى الظالمين، والركون يعني الاعتماد والاتكاء، أو ما يرجع الى ذلك كالميل القلبي والتعاون واظهار الرضى وغير ذلك.

والآية تريد ترك الركون الى الظالم بصورة مطلقة، بمعنى ترك جميع أنحاء الركون الى الظالم، لأن الركون الى الظلمة يبعث الى تقويتهم واتساع رقعة الظلم والفساد في المجتمعات.

سيرة ابن عمر والصحابة

إن دراسة سيرة ابن عمر ومعظم الصحابة ترشدنا الى انهم عملوا على عكس ما أراده الشرع منهم، إنهم ركنوا الى شخصيات اتخذت موقفا ضد أهل البيت عليهم السلام ووقفوا الى جنب الظالمين بدل الوقوف بوجههم.

إن الله تعالى أعطى المعيار لمن يكون إماما ويستحق البيعة فقال تعالى "أفمن يهدي الى الحق أحق أن يُتّبع أمّن لا يهدّي الا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون"[2]

إن جملة" كيف تحكمون" تدل على شدة الانكار، لأن الذي لا يهدي غيره الا أن يهديه غيره ليس له صلاحية مقام الامامة والبيعة، لأن المقصود منها تحقيق أهداف الدين وهداية الأمة، فيلزم أن يكون من تتم له البيعة، فرداً لائقاً نموذجيا في طاعة الله، وبناءً على هذا، كيف بادر ابن عمر الى بيعة معاوية، و الى بيعة يزيد، ألا يعرف حرمة الركون الى الظلمة؟ وهل قرء ابن عمر هذه الآية وعرف مرادها؟

نعم إنه قرءها لكن عمل على العكس، إنه سارع الى بيعة يزيد بعد ما أرسل اليه معاوية مأة الف درهم فقبلها، فلما ذكر البيعة ليزيد قال ابن عمر: هذا أراد، إن ديني عندي إذن لرخيص"[3]

باع دينه بثمن رخيص لشارب الخمور، ثم يقول فيه طاووس: "ما رأيت رجلا ‌أورع ‌من ‌ابن ‌عمر"[4]

المصادر

[1] . سورة هود، الآية 113.

[2] . سورة يونس، الآية 35.

[3] . الكامل في التاريخ، ج3، ص506.

[4] . مسند أحمد، ج 8، ص 9 ط الرسالة.