تخبط ابن تيمية في الاستدلال بالآيات

الايمان والإمامة :  أراد ابن تيمية إثبات عدم دخل الإمامة بالايمان فاستدل بآياتٍ بعضُها لا تدل على مراده كقوله تعالى " انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم .."[1]

هذه الآية لا حجة له فيها فإنها قد بُين فيها بعض صفات المؤمنين، ولم تتعرض لبيان متعلق ايمانهم، فهي ليست في مقام بيان متعلق الايمان فذكرها في مقام الاستدلال عبث.

وبعبارة أخرى أن الآية بصدد بيان بعض صفات المؤمنين، فمن له هذه الصفات له درجات عند ربه، وليست في مقام بيان تحدبد الإيمان وما يثبت به الايمان في القلب، وعليه فلا تنافي بين ما ذُكر من الصفات والصفات الاخرى التي لم تذكر في الآية.

الايمان والإمامة

أما الآيات الأخرى التي احتج بها مثل قوله تعالى" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون"[2]

فإنها تتحدث عن ما يميز المؤمن حقا عن المسلم الذي أسلم بشكل ظاهري لدوافع شخصية، فالقسم الاول هم الذين استجابوا لله ولرسوله رغبة وشوقا. والقسم الثاني هم الذين استجابوا طمعا في المال والدنيا.

فمن علامة الايمان في القسم الاول، عدم التردد في مسير الاسلام والجهاد بالاموال والجهاد بالنفس، وهذا هو المعيار الذي حدده الاسلام لمعرفة المؤمنين حقا من غيرهم، والنتيجة أن الايمان الحقيقي هو إطاعة الله وإطاعة رسوله في جميع الأمور الصادرة منهما، فما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله يجب الامتثال به، كأمره بمتابعة أهل بيته وعترته الطاهرة من بعد وفاته حيث قال" إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"[3]

فمقتضى هذا الحديث المتواتر لدى الفريقين، أنه يجب على المسلمين أن يقتدوا بأئمة أهل البيت عليهم السلام، لكن ما حصل هو العكس فقد عصوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يتمسكوا بعترته بعد وفاته، بل عارضوه في حياته وبعد وفاته بقولهم" حسبنا كتاب الله"[4]

فكانت النتيجة انتفاء الايمان عنهم لعدم التزامهم بما أمرهم رسول الله من الاقتداء بأهل البيت عليهم السلام وهذا عكس ما اراده ابن تيمية من فك الارتباط بين الايمان والامامة.

المصادر:

[1] . سورة الانفال ، الآية 2.

[2] . سورة الحجرات، الآية 15.

[3] . مسند أحمد، ج4، ص14 و17 و59.

[4] . صحيح البخاري، ج 5، ص 2146 ت البغا.