ابن تيمية يحرم سب الصحابة ويجيز قتلهم

اتهم ابن تيمية شيعة أهل البيت عليهم السلام بأنهم يعتقدون سب الصحابة ويتخذون ذلك ديناً.

وسابهم يكون مساويا لساب النبي فهو كافر.[1]ونقل أقوال فقهاء السلف في ذلك، الى درجة أن الرافضي لو مات، لا يمسوه بأيدهم بل يدفع بالخشبة حتى يوارى في حفرته.[2]

إن منزلة الصحابة عند ابن تيمية منزلة عالية لا تضاهيها منزلة بحيث أن سب الصحابة عنده يؤدي الى المسخ قردة وخنازير.[3]

أما في موضوع القتل الذي ورد ذكره في القرآن:"مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"[4] فلم يهتم به ابن تيمية بل يعتقد عدم ورود رواية عن النبي صلى الله عليه وآله فيه، وما وقع من قتل وقتال بين الصحابة فلا بأس بذلك لأن الجميع مؤمنون وأهل البغي أصحاب معاوية قد شهد لهم القرآن بإيمانهم بقوله "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ".[5]

ومن أراد أن يساوي بين قتال أصحاب الجمل وصفين وبين قتال الخوارج، فهو من أهل الجهل والظلم ومن جنس الرافضة.[6]

رد ابن تيمية

إن ما قاله ابن تيمية مردود عليه، أما بالنسبة الى السب فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله من تخلف عن جيش أسامة وقد تخلف أكثر الصحابة وعلى رأسهم ابو بكر وعمر، واستدلاله بآية" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا"[7] غير تام لعدم ملاحظة سائر الأدلة.

فقوله تعالى" والذين يؤمنون بما أنزل اليك"[8] يقصد الإيمان بجميع ما أنزل الى رسول الله صلى الله عليه وآله، ومما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله آية البلاغ وآية إكمال الدين في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، فيجب الالتزام بهما، وبالروايات الواردة في هذا الموضوع كقوله صلى الله عليه وآله" من كنت مولاه فعلي مولاه"، لقوله تعالى" يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله ورسوله اذا دعاكم لما يحييكم"[9]

فكيف يصح لابن تيمية اثبات ايمان هؤلاء الذين خالفوا الله ورسوله ويمنع سبهم وهم لم يلتزموا بشئ من تعاليم الإسلام؟

المصادر

[1] . مجموع الفتاوى، ج 3،ص 291.

[2] . الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص569

[3] . الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق، ج 1،ص 92

[4] . سورة المائدة، الآية 32.

[5] . مجموع الفتاوى،ج 35، ص 71

[6] . الفتاوى الكبرى لابن تيمية،ج 3،ص 445

[7] . سورة الحجرات الآية 9.

[8] . سورة البقرة، الآية 4.

[9] . سورة الانفال، الآية24.