شراكة ابن عمر و يزيد بالإثم والعدوان

ابن عمر وسوء العاقبة : لقد باع ابن عمر دينه بثمن بخس كما شهد هو بذلك،[1] وهرب من بيعة الامام علي عليه السلام وأسرع الى بيعة يزيد بن معاوية، بعد أن استماله معاوية بمأة الف درهم، وذكر له البيعة ليزيد.

وببيعة ابن عمر وموالاته للظالمين قوي بطش يزيد بن معاوية فجهز جيشا بقيادة مسلم بن عقبة، فحدثت واقعة الحرة وقتل فيها عشرة آلاف من الصحابة وسبى نساءهم وأباح أموالهم وقتل سبعمأة من حفّاظ القرآن.

مشاركة ابن عمر ليزيد في الجرائم

لقد شارك ابن عمر يزيد بتلك الجرائم والفضائح التي سجّلها التاريخ من أفعال يزيد وجنوده، ثم تعدى ابن عمر من بيعة يزيد الى بيعة الحجاج الذي كان يستهزئ بالقرآن، إذ يقول فيه: ما هو الا رجز الأعراب.[2] ولما جاءه للبيعة احتقره الحجاج وأعطاه رجله قائلا : إن يدي مشغولة عنك - وكان يكتب - فدونك رجلي، فمسح على رجله وخرج.[3]

ويقول ابن عساكر عن الحجاج في تاريخه أن رجلين اختلفا فيه هل هو مؤمن أو كافر فسألا الشعبي فقال إنه مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم.[4] ويقول ابن قتيبة أن الحجاج قتل في يوم واحد بضع وسبعين ألفا حتى سالت الدماء الى باب المسجد  والى السكك.[5]

لقد ترك ابن عمر بيعة خير البشر وذهب للحجاج يقول له سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ولما خرج منه بعد ما أخذ البيعة، سأله حاجبه ماذا صنعتَ به؟ قال الحجاج: إن الاحمق قعد عن بيعة علي بن أبي طالب وطرقني لآخذ منه البيعة لعبد الملك بن مروان حذر أن يموت ميتة جاهلية.[6]

هذا حال ابن عمر الذي خالف حديث الثقلين الدال على أفضلية العترة، وهو حجة على جميع المسلمين لا سيما عبد الله بن عمر الذين سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وآله. ومع ذلك يصف ابن تيمية عبدالله بن عمر بقوله: "وهو من ‌أتبع ‌الناس للسنة"[7] وصدق ابن تيمية فإن السنة التي اقتدى بها سنة بني أمية لا سنة الرسول صلى الله عليه وآله.

المصادر

[1] . الطبقات لابن سعد،ج4، ص182.

[2] . سنن أبي داوود، ج2، ص400.

[3] . المحلى لابن حزم، ج4، ص213.

[4] . تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص187.

[5] . الامامة والسياسة، ج2، ص26.

[6] . مجلة تراثنا، ج42، 361.

[7] . شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - كتاب الحج، ج 1،ص 587.