ابن تيمية لا يعي الأحاديث

قال ابن تيمية: إن حديث " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" بهذا اللفظ لا يعرف، إنما الحديث المعروف مثل ما روى مسلم في صحيحه ... من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.[1]

وهذا الحديث الذي نقله ابن تيمية هو في الواقع حجة عليه، لأن حديث" من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ينطبق من حيث المعنى مع خبر" من مات ولم يعرف إمام زمانه" فإن من لعرفه، ليس في عنقه بيعة، فالحديثان من حيث المعنى نظير قول القائل" زيد سخي وزيد كثير الرماد" لأن كثير الرماد تعني كثرة الضيوف والكرم، فهو كثير الطبخ والاكرام.

حديث يفرض الطاعة

فالحديثان يبينان وجود تلازم بين البيعة ومعرفة الامام، لأنه لا شك أن المنكر للإمامة لا يتحقق منه البيعة، فيجب أولا أن يعرف الامام و يعتقد به، ثم بعد ذلك تجب عليه بيعته وفرض طاعته.

وهنا يتضح معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله" من مات ولم يعرف إمام زمانه" أي من مات وليس في عتقه بيعة إمام أو مات ولم يبايع إمام زمانه، فالنبي صلى الله عليه وآله استعمل لازم اللفظ في معناه، أي استعمل لفظ" من لم يعرف إمام زمانه" في لازمه وهو حديث" من مات وليس في عنقه بيعة" وهذا من باب الكناية التي هي التكلم بشئ وإرادة لازمه، وهي أبلغ من التصريح. وإنما لم يبين ابن تيمية معنى الحديث ولم يشرحه، لأنه يخاف أن ينكشف خداعه للذين استغفلهم فينقلبون عليه.

فالأحاديث إذن صريحة في أن طاعة إمام الحق واجبة كوجوب طاعة النبي صلى الله عليه وآله، فكما أن من خرج عن طاعة النبي فيموت، مات ميتة جاهلية، فكذلك من خرج عن طاعة إمام الحق أو لم يدخل تحت طاعته. ومن الواضح أن بيعة إمام الحق فرع لمعرفته ونتيجة لها، فنتيجة هذه الأحاديث أمر واحد وه ووجوب الطاعة للإمام الحق وهذا واضح.

المصادر:

[1] . منهاج السنة، ج1، ص 110.