مهام النبي والإمام

الإمام بعد النبي: إن رسالة النبي صلى الله عليه وآله هي آخر الرسالات في تاريخ الانسانية، ففترة رسالته قصيرة لا تقدر على تأمين واجراء الوظائف بتمامها، وعلى هذا الاساس تنظر الشيعة الى الإمامة على أساس أنها تأمّن استمرار تلك الوظائف باستثناء الوحي.

إن وظائف النبي صلى الله عليه وآله غير منحصرة بالوحي وتبليغه، بل النبي إضافة الى ذلك كان يشرح مقاصد القرآن الكريم ويكشف أسراره، قال تعالى " وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل اليهم"[1] ويدفع الشبهات التي ينشرها أعداء الاسلام من اليهود والنصارى، ويجيب على التساؤلات، وكان يقوم بصيانة الدين من التحريف والدس ويراقب ما أخذه عنه المسلمون من الاصول و الفروع لئلا تزول فيه أقدامهم.

ورحلة الرسول صلى الله عليه آله سوف تخلّف فراغا في هذه المجالات التي تحتاجها الامة، فلابد من وجود من يسد تلك الفراغات، ولا يصلح لها الا من كان متصفا بجميع الفضائل النفسية والروحية التي يمتلكها النبي صلى الله عليه وآله ليكون ممثلا عنه صلى الله عليه وآله في جميع المجالات الا ما خرج بالدليل وهو مقام النبوة ونزول الوحي.

ضرورة الإمام في كل زمان

فوجود من ينوب عن النبي وهو الإمام المعصوم الذي يحمل جميع تلك الخصوصيات أمر حتمي وضروري في كل كل زمان وعصر لبقاء الاسلام، حتى لو كان غائبا، لأن وجه الانتفاع به كالشمس اذا جللها السحاب عن الانظار، وعلى هذا كانت الإمامة أصل من أصول الدين لأن بها بقاء الدين، ووجود الإمام يكون كمقدمة لحفظ الدين والشريعة الالهية.

إن الإمامة لها من الاهمية الكبرى بحيث كما ورد في الحديث إنّ من لم يعرف إمام زمانه " مات ميتة جاهلية"[2] فالإمامة أساس الاسلام النامي والاعتراف بإمامة الإمام والاقرار بولايته تساوي الاقرار بنبوة النبي صلى الله عليه وآله، فكما أن الاقرار بنبوة النبي تعد من الاصول لا من الفروع فكذلك الإمام، وبهذا لا يصح ما ذكر التفتازاني عن الإمامة من " أنها بعلم الفروع أليق"[3]

المصادر:

[1] . سورة النحل، الآية 44.

[2] . شرح العقائد النسفية، ص 232.

[3] . شرح المقاصد، ج5، ص 232.