بغض ابن عمر لأهل البيت

كشف ابن عمر عن مكنون قلبه بتفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وتحريفه، مما ينبئ عن نفسية ابن عمر وبغضه لأمير المؤمنين عليه السلام، فقد تعمد الى الحديث المعروف" الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش" وفسّر الاثني عشر خليفة بأبي بكر و عمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد والسفاح ... كلهم صالح لا يُرى مثله"[1]

هذا الذي يعده أهل السنة من أكبر فقهاءئهم وحفاظهم للأحاديث النبوية الى حد أن مالكا اعتمد على ابن عمر في أكثر أحكامه وملأ موطأه من أحاديثه، كيف يحرّف الحقائق ويجعل يزيد شارب الخمر وأباه معاوية صلحاء لا يوجد مثلهم!!

لقد أعمى الله بصيرة ابن عمر فقد اتخذ موقفا ضد العترة الطاهرة بالرغم مما نزل فيهم من القرآن في قوله تعالى " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"[2] وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله بسفينة النجاة وأنهم عدل القرآن لن يفترقا.

لكن لا عجب من ابن عمر فإنه تأثر بأييه إذ كان يسمع أقواله ويرى أفعاله وكيف بذل جهده ضد أهل البيت عليهم السلام. فشبّ وكبر على هذا الحقد والكراهية لهم.

ابن عمر خالف الكتاب والسنة

هذا الذي يعده أهل السنة من أكبر الفقهاء، كم له من مخالفات لكتاب الله وسنة رسوله، كامتناعه عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام رغم بيعة المسلمين له الا معاوية في الشام.

إن معاوية شق عصا الطاعة وطلب الخلافة لنفسه وتسبب بذلك اشعال الحرب وقتل الابرياء، وكان المفروض من ابن عمر، في هذه الحالة أن يقاتل معاوية برفضه بيعة الامام، لكن ابن عمر لم يفعل وترك بيعة الامام علي عليه السلام ولم ينصره وبذلك خالف قوله تعالى " فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله"[3]

وبعد شهادة الامام عليه السلام بادر ابن عمر الى بيعة معاوية وبذلك شاركه في كل ما ارتكبه من الجرائم، لأنه بهذه البيعة شيّد ملكه وأعانه على التسلط على الخلافة التي حرّمها الله ورسوله على الطلقاء و ابناء الطلقاء على ما نقله ابن سعد في الطبقات عن عمربن الخطاب قال: لا تصلح الخلافة لطليق ولا لولد الطليق.[4]

المصادر:

[1] . تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص140.

[2] . سورة الأحزاب، الآية 33.

[3] . سور الحجرات، الآية 9.

[4] . الطبقات لابن سعد، ج3، ص 248.