من تاريخ اليمن أيام احتلال الإنجليز

دخلت اليمن تحت السيادة العثمانية عبر المماليك، ودخلت قواتهم عام 945 هـ. وهي حملتهم الأولى إلى اليمن، بعد أن وضحت لهم أهمية موقع اليمن الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر، وذلك في إطار صراعهم كقوة دولية مع القوى الاستعمارية.

في هذه الفترة تمكن الإمام شرف الدين بمعارك طاحنة مع المماليك، فضم معظم اليمن من عدن إلى صعدة تحت حكمه، ثم خاض الامام شرف الدين وابنه حرباً ضروساً ضد العثمانيين، كان يمكن أن تكلل بالنجاح سريعاً لولا التنافس على النفوذ داخل أسرة شرف الدين.

وبوفاة المطهر بن شرف الدين زعيم الجبهة الزيدية وقائد المقاومة عام 980 هـ ينتهي دور آل شرف الدين، ليظهر بعد ربع قرن الإمام القاسم بن محمد، قائداً لثورة عارمة ضد العثمانيين، ثم يخلفه ابنه محمد ويقارع الأتراك ليتم طردهم من اليمن، عام 1045 هـ.

ويرجع الاقتتال بين الطامحين في السلطة من الأئمة، وبسبب الضعف الذي آلت اليه الأمور، فُقد كثير من المناطق لصالح الدولة الوهابية الأولى، ثم فقدت بعدئذٍ لصالح محمد على باشا في مصر، وهو الذي جاء بقواته إلى الجزيرة للقضاء على دولة الوهابيين السعودية فوصلت قواته إلى تهامة في اليمن، 1220 –1265 هـ.، ما دفع بريطانيا إلى احتلال عدن لصد طموحات محمد علي ولتأمين الطرق البحرية إلى الهند، عام1256 هـ.

تقسيم اليمن الى شمالي وجنوبي

وتفقد اليمن استقلالها بوجود قوتين أجنبيتين هما بريطانيا في عدن والعثمانيين في صنعاء، ورسمت بينهما خريطة اليمن السياسية، ووقع الجانبان معاهدة في العام 1914 م وتنشأ تسمية اليمن الجنوبي التي ابتدعها الإنجليز، وأخذوا ينشئون السلطنات ويسمحون لها بقدر من الاستقلال الذاتي تحت مظلتهم.

ثم قام الإنجليز رغم انتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة، فقام الامام يحيى بوجههم واشتعلت الحرب بين الطرفين عام 1928م، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس قنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة، وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة الإمام وإجباره الدخول في مفاوضات واضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاماً قادمة، وهي مدة الاتفاقية، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.[1]

المصدر:

[1] . المركز الوطني للمعلومات: https://yemen-nic.info/yemen/history/