تأمل في تعيين المرجعية الرشيدة -2

12:45 - 2023/11/06

هناك من يقسم المرجعية الى قديمة وحديثة، ويسمي الحديثة بالمرجعية الرشيدة والشاملة، وستعرف في المقال التالي زيف هذا الادعاء.

في موضوع المرجعية قالوا إن فلانا هو صاحب مشروع أو فكرة المرجعية الشمولية، ولا ندري كيف ثبت أن ذلك الفرد بالذات هو صاحب هذه الفكرة دون سواه؟

المرجعية

المرجعية وسائر المراجع

لماذا لا يكون صاحب المرجعية الرشيدة هو آية الله السيد الشهيد الصدر، باعتباره كان هو الطليعة الرائدة لها، وكان أكبر سناً وأسبق طرحاً لهذا الموضوع فيما يظهر مما بأيدينا من معطيات.

بل لماذا لا يكون آية الله العظمى الإمام الخميني هو صاحب هذه الفكرة ورائدها، كما يظهر من كل مواقفه وأقواله؟!

بل لماذا لا يكون السيد القائد الخامنئي هو صاحب فكرة المرجعية الرشيدة؟ أو شخص آخر من مراجعنا الأفذاذ الذين تصدوا لقضايا الأمة الكبرى والحساسة قبل هؤلاء جميعاً، من أمثال صاحب الموقف الرائد العظيم الميرزا الشيرازي،[1] الذي أفتى بتحريم التنباك، فأفشل بذلك المخطط الاستعماري البغيض.

ومن أمثال مراجع الشيعة في بلاد الشام الشيخ عبد الله نعمة الذي دفع السوء عن النصارى وردّ عنهم حينما استجاروا به في سنة 1860 م. وقد كان لهذا الحدث العظيم أثر هام في بلاد الشام.

وكذلك العلماء الذين حاربوا الروس دفاعاً عن الأمة في إيران، وعلى رأسهم السيد محمد الطباطبائي الذي لقب لأجل ذلك بالمجاهد. هذا فضلاً عن العلماء والمراجع الذين خاضوا صراعاً حاداً عرف باسم "صراع المشروطة والاستبداد في إيران".

وبعد كل ما تقدم هل يصح لأحد من الناس أن يقول عن المرجعيات القديمة أنها تنطلق من الحاجات الصغيرة، وإذا انطلقت في بعض العناوين وصارت شاملة، فإنها تشبه أن تكون قفزة في الفراغ؟.

وهل كانت ثورة العشرين، ودولة الإسلام في إيران، بكل منجزاتها ومؤسساتها وكذلك كل جهود ومؤسسات السيد الحكيم والإمام الخميني والسيد الخوئي والبروجردي في الداخل والخارج، وجهاد وجهود السيد القائد الخامنئي - هل كانت هذه كلها وسواها - بمثابة قفزة في الفراغ، ومنطلقة من الحاجات الصغيرة ؟!.

وهل السيد الشفتي[2] الملقب ب‍ "حجة الإسلام " الذي كان حاكماً في أصفهان، ويقيم بها حدود الله وأحكامه بصلابة وحزم، هل كان لا يحمل هموم الأمة ولا يعيش قضاياها، وإنما ينطلق من الحاجات الصغيرة، ويمارس القفز في الفراغ ؟ ولم يكن لديه جهاز يلاحق القضايا الكبيرة؟!.

وكيف يقولون بالشيخ جعفر كاشف الغطاء الذي تصدى لمتابعة شؤون الحرب التي شنها الأعداء على إيران، مُصْدِراً تعليماته للشاه القاجاري لإيران من موقع ولاية الفقيه.

وما قولهم بما بناه المراجع في إيران وغيرها من المدارس والمستشفيات والمستوصفات وحتى الجسور الكثيرة الكبرى وغير ذلك إلى جانب المؤسسات الإعلامية والجمعيات الخيرية وغيرها؟

فهل كل هؤلاء وأولئك قد قاموا بقفزة في الفراغ، وينطلقون من الحاجات الصغيرة، ولم يكن لديهم جهاز يلاحق حركة الواقع؟.

الحواشي:

[1] . السيد محمد حسن الحسيني الشيرازي (1230 - 1312 هـ) الشهير بـالميزرا الشيرازي، من أشهر مراجع تقليد الشيعة في القرن الرابع عشر، تسلم زعامة مرجعية الشيعة بعد وفاة الشيخ الأنصاري سنة 1281 للهجرة حتى نهاية حياته لمدة ثلاثين سنة، كما لقب بـصاحب التنباك أيضا لإصداره فتوى في تحريم التنباك؛ وذلك لمواجهة الاستعمار البريطاني في ثورة التنباك الـإيرانية.

[2] . قال عنه السيّد الأمين في الأعيان: «الفقيه الإمام الرئيس في إصفهان… والسعي في نشر الشرائع والأحكام، وتعظيم شعائر الإسلام، وإقامة الحدود، والهيبة في قلوب السلاطين والحكّام، ما لم يجتمع في أحد من أقرانه».أعيان الشيعة، ج 9، ص188، رقم413.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.