-استدلوا ببعض الأحاديث على أفضلية الصحابة على من جاء بعدهم، وتناسوا التضحيات المنقطعة النظير التي قدمها أصحاب الامام الحسين عليه السلام.
بالمقارنة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وبين أصحاب الحسين عليه السلام نجد الفرق واضحا، فمثلا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كان يجب عليهم الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يرد في التاريخ أن النبي صلى الله عليه وآله قد رخّص للمسلمين عامة عدم المشاركة في الجهاد.
لكن أصحاب الامام الحسين عليه السلام فإنه قد رخّص أصحابه ليلة عاشوراء فقال لهم: انطلقوا أنتم جميعا في حل من بيعتي ليس عليكم ذمام .. وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وذروني، وهؤلاء فإنهم لا يريدون غيري"[1]
فالامام عليه السلام رفع وجوب الجهاد عن جميع اصحابه ليعرّف الاوفياء منهم الى العالم أجمع، وبقيت القلة القليلة معه عليه السلام حتى استشهدوا بين يديه رضوان الله تعالى عليهم.
فرار أصحاب النبي
إن صحابة النبي صلى الله عليه وآله قد انهزموا في بعض الغزوات مثل غزوة أحد.[2] أما اصحاب الامام الحسين عليه السلام فانهم لم ينهزموا من اعدائهم مع قلة عددهم، ودافعوا عن امام زمانهم حتى استشهدوا بأجمعهم رضوان الله عليهم.
إن الصحابة الذين شاركوا مع النبي صلى الله عليه وآله كانوا يعلمون بأن الله تعالى سينصرهم على الاعداء، لأن النبي صلى الله عليه وآله كان يرشدهم ويقول: "إن جاهدتم في سبيل الله باخلاص ونية صادقة فان الله تعالى سينصركم" وكان يتلو عليهم آيات الفتح المبشرة، فكان المسلمون ينتظرون الفتح في كل غزوة، لكن أصحاب الامام الحسين عليه السلام فكانوا يعلمون أنهم مستشهدون في هذا الجهاد، مع ذلك فدوا أنفسهم لسيد شباب أهل الجنة من أجل تقدّم المقاصد الالهية تأسيا بإمامهم الحسين عليه السلام.
إن أغلب صحابة النبي صلى الله عليه وآله تركوا النصوص الواردة في أهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم، وأصحاب الامام الحسين عليه السلام عملوا بتلك النصوص فتمسكوا بأهل البيت عليهم السلام ودافعوا عنهم ظاهرا وباطناً وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل كسب رضى الله تعالى وطاعة لرسوله صلى الله عليه وآله.
المصادر
[1] . أمالي الصدوق،ص 220.
[2] . مسند أحمد، ج4، ص293.