أوجه الشبه بين الصديق الصالح والمرآة

المرآة والمؤمن: ورد في الحديث إشارة الى شدة الرابطة بين الصديقين، بحيث تنعكس سلوكيات أحدهما الى الآخر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "اَلْمُوْمِنُ مِراةٌ الْمُوْمِنْ".[1]

وهنا نريد أن نذكر بعض صفات المرآة التي يجب أن تتوافر في الصديق الصالح والمخلص:

المرآة، تعكس الجيّد والردئ، فيجب على الصديقين أيضًا أن يشيرا إلى كل المزايا والعيوب لبعضهما البعض مثل المرآة.

المرآة، تعكس ما يليق ومالا يليق، دون واسطة، وتحكي كل شيء للشخص نفسه وليس للآخرين، ويجب على الصديقين أن يشيرا لبعضهما البعض إذا كان هناك أي عيوب وألا يجعلا بينهما وسيطًا.

المرآة، تعكس الواقع دون ضجيج ولا صراخ، ويجب على الصديقين حماية شرف بعضهما البعض وعدم إهانة بعضهما البعض بالصراخ والعراك وأن يُعبّرا عن الأشياء لبعضهما البعض دون ضجيج.

إذا عكست المرآة عيب أحد ما، فإنها لا تريد الاستهزاء أو الإهانة والتقليل من شأنه، بل تقوم بعملها بإخلاص، ويجب على الصديقين أن يعبرا عن الأشياء كالمرآة بحيث لا يشعر الآخر بأن صديقه ينوي الاستهزاء به أو إذلاله.

المرآة، عندما تظهر الخير لا تقصد التملق، وينبغي للصديقين أن لا يتملق بعضهما لبعض.

المرآة لا تخاف من أحد وتقوم بواجبها فقط، وينبغي للصديقين أن لا يخافا من بعضهما البعض، وإذا رأى أحدهما عيباً في الآخر، فلا يخفه عليه، أليس يقول الإمام الصادق عليه السلام: أحَبُّ إخواني إلَيَ مَن أهدى إلَيَ عُيوبي.[2]

المرآة لو انكسرت لا تغضب

إن المرآة لو انكسرت، فإنها لا تتخلى عن وظيفتها وتستمر في عملها، ويجب أن يكون الصديق شفيقاً كالمرآة، فإذا انكسر بالغضب، فلا ينبغي له أن يتوقف عن واجب الصداقة والصحبة.

المرآة، تستحق أن تُثمّن بما هي مرآة، وينبغي لكلا الصديقين أن يرى قيمتهما من حيث الأخلاق والإيمان، وليس الطمع في الثروة والشهرة والرئاسة وغيرها.

المرأة لا تحمل ضغينة لأحد ولا تعبس بسبب عيوب أحد، وتتقبل الجميع في أي موقف وزمان، ويجب أن يكون الصديقان كالمرآة، لا يحملان ضغينة ضد بعضهما البعض.

المرآة إذا اتسخت، فلن يسمح الغبار للمرآة أن تعكس الواقعا بوضوح، فإذا كان هناك سوء تفاهم بين الصديقين، فعليهما حله بسرعة، حتى لا تتضرر صداقتهما.

المرآة لا تزيد ولا تنقص عند ما تعكس المحاسن والمساوئ، ويجب أن يكون الشريكان صادقين في التعبير عن مزاياهما وعيوبهما وألا يتم التطرف في هذا المورد.

المصادر:

[1] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ۷۱، ص ۲۶۸.

[2] . وسائل الشیعة، الحر العاملي، ج ۱۲، ص ۲۵.