محور المقاومة على العهد

إن الحملة التي تقودها اسرائيل اليوم على العزل والأبرياء في قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، والتي خلفت فيه كابوسا سياسيا واستخباراتيا وعسكريا لن يخرجوا منه بسهولة، إن هذه الحملة الصهيونية المسعورة في وجه المدنيين تكشف الخوار والتبعية الذي وصلت إليه الدول العربية والإسلامية، بل وعمالتها وتواطئها على الدم الفلسطيني، فجميعهم يتفرجون على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة دون تحريك ساكن. لقد اختفى فجأة كل أولئك الزعماء وحكوماتهم وما يتبعها من تيارات وجمعات؛ صدعت رؤوسنا بالحديث عن فلسطين، ودعم أهلها ومقاومتها، كل ذلك ذهب في مهب الريح في أول امتحان واختبار. بينما محور المقاومة الذي كان يُتهم بالعمالة ويحارب بالجيوش العسكرية والإعلامية؛ اليوم هو الذين يقف وحده في الميدان في وجه الطاغوت الإسرائيلي، وفي وجه آلته العسكرية المجرمة، وكذا في وجه داعميه الأمريكيين والأوروبيين.

محور المقاومة شرف للأمة

كلنا يذكر الدور المقيت الذي لعبته وتلعبه الآلة الإعلامية الغربية والعربية في تشويه صورة محو ر المقاومة في كيان الشارع الإسلامي والعربي؛ بتصويره مجرد أداة إيرانية تعمل من أجل تحقيق الحلم التوسعي الإيراني كما يزعمون. أضف إلى ذلك الحملات العسكرية الشرسة التي وُجّهت وتُوجه ضد محور المقاومة، واستهدافه في كل مكان.[1]

واليوم بعد عملية طوفان الأقصى وما جرى بعدها من الهجوم البربري الصهيوني على غزة وقتل الآلاف وتشريدهم؛ لم يخرج من جيوش أمة المليار ليقول لإسرائيل كفى..!

إن أولئك الذين كانوا ينعتون ويوصفون بالأمس بأنهم مجرد أدوات إيرانية في المنطقة؛ هاهم اليوم وحدهم يساندون المقاومة الفلسطينية، ويشدون على يدها في ساحة المعركة، إنهم اليوم هم الذين يؤرقون الكيان الصهيوني، ويدكون حصونه بكل قوة أتيحت لهم دون تردد. فهاهو حزب الله في لبنان الذي ينضوي تحت لواء محور المقاومة قد أشغل الجيش الإسرائيلي، وفتح عليه جبهة شمالية جهنمية؛ كلفت الصهاينة القتلى والجرحى وهروب جرذانهم واختبائها في الجحور.[2]

وهاهي جبهة أخرى من جبهات محور المقاومة في اليمن السعيد تفتح على الكيان الغاصب نار الجحيم، وتمنع وصول أي سفينة تجارية إليه، وقد تكفل بهذه المهمة أنصار الله الحوثيون، فضرب اقتصاد الصهاينة في مقتل، بل وتجاوزوا ذلك، فأرسلوا الصواريخ والمسيرات إلى العمق الإسرائيلي[3]

ولم تكن جبهات المقاومة في العراق وسوريا أيضا استثناء من خريطة المواجهة مع الإستكبار ولقيطته إسرائيل، فقد دكت هي الأخرى أهدافا إسرائيلية حية؛ كرد على المجازر المتواصلة في حق الفلسطينيين في غزة، ولم تستثني من تلك الهجمات المواقع والقواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق.[4]

إن محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران قد أثبت للجميع أن البوصلة هي الكيان الصهيوني، ولن يحيد عن هذه البوصلة، ولن يتوانى لحظة عن استهدافه. وهنا نسأل عن الجيوش العربية والإسلامية عن الواجب المُلقى على عاتقها، ونقول لهم؛ إن السلاح المكدس عندكم هناك له رجاله، فقدموه لرجاله، فقد جبنتم وتخاذلتم عن نصرة اخوة لكم يستنصرون.. ونسأل أيضا ونقول أين أولئك الذين كانت شرارة الحقد والتخوين والعمالة تتطاير من أفواههم تجاه محور المقاومة، وأين هم من حقيقة الميدان التي يسطرها الرجال والأبطال في المحور بكل عزم وقوة، أم أنكم مازلت بلا بصر وبصيرة..؟!

_________

المصادر:

[1] https://www.alalam.ir/news/2012481

[2] https://www.aljazeera.net/news/2023/12/31/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%8...

[3] https://www.aljazeera.net/ebusiness/2023/12/19/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%...

[4] https://www.aljazeera.net/news/2023/12/28/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7...