المهدوية

هناك وظائف يجب تحكيمها لتقف في قبال الهجمات التي تشن على المهدوية، كتحديد استراتيجية الانتظار.

قد سعى الكثير من المؤلفين في كتاباتهم وفي موسوعاتهم انكار المهدوية في الإسلام، وهي ثابتة بكثرة الروايات الواردة فيها.

بشّر النبي صلى الله عليه وآله بالمهدي، ونصب الإمام عليا عليه السلام إماماً من بعده، وثبتت الإمامة بالنص من ذلك العهد حتى ظهور الإمام المهدي عليه السلام، وقد ظهرت طوائف متعددة طول تاريخ الإسلام، تستلهم من فكرة المهدوية وتقوم بالثورات ضد الطغاة.

بعد إخفاقات الحكومات والشعارات الفارغة التي شاهدها الإنسان على مرّ التاريخ، صار يتعطش إنسان اليوم إلى خِطة جديدة لإدارة الكون، ولا يكون هذا إلا في ظل الحكومة المهدوية العادلة.

إن الأمل بالمنقذ يكون منشأً لكثير من الإيجابيات والخيرات للإنسان الذي عاش عمره تحت وطأة الظلم وجور الزمان، ويحل كثيراً من مشكلاته النفسية المؤدية إلى الانحراف والانتحار والإدمان.

منذ اليوم الذي استقر فيه البشر على الأرض، ظلت البشرية تتمنى الحصول على حياة اجتماعية سعيدة، وقد تقدمت للأمام على أمل الوصول إلى مثل هذا اليوم، وظهور منجي البشرية سيحقق لها هذا الأمل، ويحقق لها ما تنتظره.

من العوائق المهمة في التعرف على الإمام، عدم الولاء والإخلال بالوعود. فإنّ من كان له معرفة وحب للإمام، فينبغي أن يكون هذا أساس العهد والموالاة له، لأن الحب والولاية دون مسؤولية ومحاسبة، وسواس لا غير.

استنادا إلى الآيات والروايات، لاسيما الروايات الواردة في موضوع المهدوية، وكذا الأدعية والتوقيعات الموجودة، يمكن ذكر عدة عوامل كعائق أمام معرفة إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ومنها قلة المعرفة بالدين.

ورد التأكيد في الروايات التي تأمر الناس بطلب الاستعانة بالله العظيم في هذا الطريق وأن يفتح لهم الطريق لمعرفة حجج الله على الخلق.

عترة رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقاس بهم أحد فهم عدل القرآن الذين نزل في حقهم الذكر الحكيم وأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، وقد حثت الآيات والروايات على التمسك بهم للفوز في الدنيا والنجاة في الآخرة.

معرفة الإمام والخليفة المنصوب من قبل الله تعالى لا تعني معرفته بالاسم والحسب و النسب بل تعني المعرفة بأنه ولي الله والخليفة على الخلق أجمعين.