حذار من الإسلام المزيف

ثمة من يسعى إلى تفكيك الإسلام وتجزئته، فيأخذ منه ما يحلو له ويحذف منه ما لا يروق له، فيريد عقيدة بلا شريعة، وعبادة بلا معاملة، وحقا بلا قوة، والشريعة الإسلامية كما أراده الله تبارك وتعالى وكما أنزله الله في كتابه الكريم وكما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، والأئمة من بعده؛ هو رسالة تجمع بين الدنيا والآخرة، بين الروحانية والمادية، فهو رسالة تشمل شؤون الفرد، وشؤون الأسرة، وشؤون المجتمع، وشؤون الأمة، وشؤون الدولة، وشؤون البشرية جمعاء، لا التشريع الإسلامي الخالي من مضامينه وتعاليمه.

ثنائيان مهمان يراد تجريد الإسلام منهما

مهما قيل عن تحريف الإسلام على يد الطواغيت والمستشرقين وأضرابهم، فإن أخطر أنواع التحريف على الإطلاق نوعان:

الأول: فصل الإسلام عن السياسة

الثاني: فصله عن الأخلاق

إن فصل الدين عن السياسة وطرحه كمشروع لبناء الفرد المتقوقع على ذاته الذي لا يحمل هم المسلمين ولايفكر بأمورهم، منصرفا إلى ما يتصور أنه يضمن له وحده الجنة، هو من أخطر أنواع التحريف التي يجب الحذر منها.

وربما كان الأخطر منه فهم الإسلام نظاما للدنيا مع الغفلة عن أن هذا النظام للدنيا هدفه انسجام الدنيا مع الآخرة.. ومن هنا فإن من الخطأ الفادح صرف الإهتمام كله إلى نظام الدنيا بمعزل عن الآخرة، واهمال البعد الأخلاقي إو اعطائه هامشا عاديا.

وهل يمكن إقام نظام الإسلام للدنيا بمعزل عن الأخلاق يتا ترى..؟

إن الهدف من بعثة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هو تتميم مكارم الأخلاق، فإهمال الأخلاق إذن يعني اهمال رسالة المصطفى والتنكر لأهدافها.

وقد أدى الغزو الكافر لديار المسلمين إلى انبعاث هذا الخطين التحريفيين الاشد خطرا من كل ما عداهما... فإذا بنا بين منزو ومشلول، أو عالم للإسلام لايتعهد قلبه بالرعاية ونفسه بالتطهير والتزكية إلا من عصم الله.[1]

وفي التنزيل: {ونَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}[2]، فما يُقدم من أطروحات ونظرات باطلة لاتنسجم –بجميعها- مطلقا مع روح الإسلام وحقيقته وجوهره، فيجب التنبيه والإعتقاد بأن شريعة الإسلام المحمدية، شريعة شاملة لكل مناحي الحياة، وأما لا النسخة التي يراد بلورتها من الجهلة ودعاة الإنحراف فإنه اعتقاد جاهلي رجعي شيطاني. 

___________

الهامش:

[1] القلب السليم، السيد دستغيب، ج1، ص17.

[2] سورة النحل، الآية73