ضرورة مناقشة المباحث المهدوية (النظرة المهدوية العالمية)

12:07 - 2024/03/07

بعد إخفاقات الحكومات والشعارات الفارغة التي شاهدها الإنسان على مرّ التاريخ، صار يتعطش إنسان اليوم إلى خِطة جديدة لإدارة الكون، ولا يكون هذا إلا في ظل الحكومة المهدوية العادلة.

الإمام المهدي: نظرية "المهدوية" نظرية عالمية وليست إقليمية، وهذا الفكر الجديد، له خِطة أساسية وفعالة للعالم وإدارته. والعالم أيضاً متعطش لمثل هذه الخِطة؛ ولذلك نعتقد أن البرنامج الوحيد القادر على الاستجابة للمطالب الإنسانية المعاصرة هي فكرة المهدوية، لأن المهدوية لها أهداف سامية ومتعالية وقيمة في المجال الحكومي.

نظام حكومة الإمام المهدي عليه السلام، ليس له أي تشابه مع الأنظمة السابقة كالنظامين الرأسمالي والاشتراكي. وإذا لاحظت البشرية النظام المهدوي، فإنها ستؤمن بلا شك في تفوقه على كل التجارب والادعاءات السابقة، وتعتقد أن هذا النظام هو الوحيد الذي سينقذها من دوامة المشكلات والمتاعب. وحكومة الإمام المهدي عليه السلام هو تجلي لتلك الرغبة الإنسانية. وقد ورد برنامج هذه الحكومة في مصادر الإمامية، كقول الإمام الباقر عليه السلام:

"إن دولتنا آخر الدّول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء و هو قول الله تعالى: و العاقبة للمتقين"[1]

الإمام

دولة الإمام المهدي عليه السلام

أو رواية هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام وفيها ما يلي:

"ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولّوا على الناس حتى لا يقول قائل: إنا لو ولّينا لعدلنا".[2] ورسالة هذه الروايات إلى المطالبين بالحكم بالعدالة، هي أنكم وجدتم فرصة للحكم في العالم؛ ولكنكم ضللتم الطريق كغيركم. وبهذا يتبين أن الإمام المهدي عليه السلام لن يتخذ أياً من الأنظمة السابقة نموذجاً في أمر الحكومة، ومع وجود النظام المنقذ والمجري للعدالة الإلهية، فسوف يستغنى عن بقية الأنظمة وتكون غير ضرورية على الإطلاق.

يقول الإمام الباقر عليه السلام في هذا الصدد: "…لئلّا يقولوا إذا رأوا سيرتنا، إذا ملكنا، سرنا مثل سيرة هؤلاء"[3]لذلك يمكن أن يكون من حِكَم تأسيس الحكومة في آخر الزمان، هو اختبار البشرية، لأن الذين يدعون تحقيق العدالة، يمكن اختبارهم ومعرفة عجزهم في ظل تشكيل الحكومات في الأزمنة السابقة.

وهنا يشير الإمام الباقر عليه السلام إلى هذه المسألة بقوله: "… ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا"[4]

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحركات والانتفاضات التي تُقام في عصر الغيبة تمهيداً للظهور، ليست من مصاديق هذه الروايات، لأن هذه الانتفاضات والحركات التحررية تهدف إلى تحقيق المُثُل المهدوية العليا، ووضع الأساس من أجل تحقيق الوعد الإلهي.

المصادر:

[1] . الارشاد فی معرفه حجج الله علی العباد، الشيخ المفید، ص‌344.

[2] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج52، ص244.

[3] . الغيبة، الشيخ محمد بن حسن الطوسي، ص472.

[4] . المصدر.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.