ادعى البعض أن جملة "هل من ناصر ينصرني" تحريف لا تليق بمقام الإمام الحسين عليه السلام أن يطلب المساعدة من الناس.
ما ذكره البعض[1]من نفي صدور جملة هل من ناصر ينصرني من الإمام الحسين عليه السلام بذريعة أنها تدل على ذل القائل، مردود بوجوه:
أولًا: ينبغي أن نقول إن النصوص التي وردت في الروايات والكتب التاريخية المعتبرة في هذا المجال كثيرة جدًا، منها:
1. في كتاب الفتوح يقول: "صاح الحسين: أما من مغيث يغيثنا لوجه الله؟ أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟"[2]
2. في "كامل الزيارات" ينقل عن الإمام الصادق عليه السلام: "لبيك داعي الله ... إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ورأيي وهواي على التسليم لخَلَفِ النبي المرسل ...".[3]
هذا القول يدل بوضوح على وجود استغاثة من الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يطلب فيها المساعدة.
3. في بحار الأنوار ينقل: "لما فجع الحسين عليه السلام بأهل بيته وولده ولم يبق غيره وغير النساء والذراري نادى: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ وارتفعت أصوات النساء بالعويل".[4]
4. ابن نماء الحلي يقول: "لما رأى الحسين عليه السلام أنه لم يبق من عشيرته وأصحابه إلا القليل فقام ونادى: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد؟ هل من مغيث؟ هل من معين؟"[5]
5. في كتاب "اللهوف" يقول: "لما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل".[6]
احتجاج الإمام الحسين يوم العاشر
ثانيًا:
إن الإمام الحسين عليه السلام احتج يوم عاشوراء، مثل قوله: "فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه..." وعلى حسب قول النافي يجب أن نعد هذه الاحتجاجات غير لائقة بمقام الإمام.
يتضح مما تقدم أن جملة "هل من ناصر ينصرني" صدرت عن الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وليس في هذا أي تقليل من شأنه أو كرامته، بل هو تعبير عن مظلوميته واستغاثته في مواجهة الظلم والطغيان.
المصادر:
[1] . عاشورا پژوهی، صحتی سردرودی، ص431.
[2] . الفتوح، ابن اعثم الكوفي، ج5، ص101.
[3] . کامل الزیارت، ابن قولويه القمي، ص230.
[4] . بحارالانوار،ج 45،ص46.
[5] . مثیر الاحزان، جعفر ابن نما الحلي، ص70
[6] . اللهوف، ابن طاووس ص116