لمحة عن إرتداد و فسق الصحابة في صحيح البخاري

16:26 - 2016/07/18

الملخص:

ترجمة مقالة «گوشه‌ای از ارتداد و فسق صحابه در صحیح بخاری» لمحة عن إرتداد و فسق الصحابة في صحيح البخاري

الكاتب: ناجى

العنوان:

http://www.welayatnet.com/fa/news/95347

البخاري، إرتداد الصحابة، عدالة الصحابة

الإعتقاد بعدالة صحابة النبي صلى الله عليه و آله بأجمعهم، مؤثر في المباحث الكلامية، الفقهية و الروائية لدى أهل السنة و الجماعة؛ عملوا على نشره و الدفاع عنه بدواع كثيرة؛ من دون توجه لفسق الصحابة و إرتدادهم و ظلمهم من بعد إرتحال الرسول صلى الله عليه و آله.

نشير هاهنا إلى لمحة من ظلم  و إرتداد و نفاق الصحابة في كتاب صحيح البخاري من أهم الكتب من بعد القرآن عند أهل السنة؛ لربما يتنزل العامة عن هذا المعتقد الذي يعد دليلا لأكثر المصائب و المشاكل، و نتقرب أكثر فأكثر إلى الوحدة في المعتقد.

ينقل البخاري عن أبي سعيد الخدري:

بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إعْدِلْ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ. [1]

ذوالخويصرة كان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و من قادة الخوارج في حرب نهروان الذين قاموا ضد أميرالمؤمنين عليه السلام. يتجاسر على نبي الله هكذا و يشك في عدالته؛ ولكن مع هذا، فإن أهل السنة مع وجود أصحاب كهذا و مع أنهم ليسوا قلة، يعتقدون بعدالة الصحابة!

الرسول صلى الله عليه و آله أيضا أخبر في زمن حياته عن إرتداد جمع غفير من أصحابه. البخاري ينقل عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ إرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى. [2]

حقا لو أن الصحابة كلهم كانوا بلا نقص و لاعيب، لماذا كان الرسول صلى الله عليه و آله يوصيهم كرارا أن لا تكفروا بعدي؟

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِى عَلِىُّ بْنُ مُدْرِكٍ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ « إسْتَنْصِتِ النَّاسَ » فَقَالَ « لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ». [3]

المسألة المهمة هي أن الصحابة أنفسهم أيضا لم يكونوا يعتقدون بعدالة بعضهم البعض؛ لو لم يكن الأمر هكذا لما نقل إبن المسيب عن أبيه أنه قَالَ:

لَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ طُوبَى لَكَ صَحِبْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعْتَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَقَالَ يَا إبْنَ أَخِي إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَهُ. [4]

البراء بن عازب أيضا كان من صحابة النبي صلى الله عليه و آله و حضر أكثر الحروب و قاتل إلى جانب رسول الله صلى الله عليه و آله؛ و الأهم من ذلك فإنه شارك في بيعة الشجرة التي يراها أهل السنة من أهم الأدلة على عدالة الصحابة ولكن مع هذا، فإنه خائف من البدع التي أحدثت بعد رسول الله و كان يلوم نفسه.

ما يلفت النظر هو أن البخاري ينقل عن أبي هريرة في كفر كثير من الصحابة بعد إرتحال النبي صلى الله عليه و آله:

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وإستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب... . [5]

من الفجائع التي ينقلها البخاري و يستاء من سماعها أهل السنة، وقوع الفتن بعد إرتحال النبي صلى الله عليه و آله التي كانت عائشة زوجة النبي صلى الله عليه و آله من قادتها. يروي عبدالله بن عمر:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ فَقَالَ هُنَا الْفِتْنَةُ ثَلَاثًا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. [6]

لذا لو أن أهل السنة نظروا إلى أصح الكتب لديهم و قرأوه من دون تعصب لما أقدموا على إصطناع العدالة و ذلك من أجل توجيه بعض الحقائق التأريخية. فإن الكتب مملوءة من ظلم و فسق الصحابة لبعضهم البعض و ظلمهم النبي صلى الله عليه و آله و ظلمهم المسلمين في العصور المتأخرة عنهم.

المصادر

[1] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، المناقب، ح3341

[2] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص2407، ح6213

[3] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، ج1، ص56

[4] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، ج4، ص1529

[5] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، ج6، ص2657

[6] المكتبة الشاملة، البخاري، صحيح البخاري، فرض الخمس، ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و آله، ج10، ص344

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
14 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.