إن الخليفة الاول أبابكر وصاحبه الخليفة الثاني عمر أبدعا بدعة في الإسلام وهي النهي عن كتابة ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه واله وكان لا بد له من ذريعة أو شعار مقنع للناس ليبرر هجومه الضاري على سنة الرسول صلى الله عليه واله فأوجد شعار حسبنا كتاب الله.
إن الخليفة الاول أبابكر وصاحبه الخليفة الثاني عمر أبدعا بدعة في الإسلام وهي النهي عن كتابة ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه واله. بدعة ما أقبحها وأضرها على الإسلام والمسلمين ولشدة قبحها ما التزم بها حتى أتباعهما من أهل السنة فمن بداية القرن الثاني قاموا بكتابة ودراسة أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله.
روي عن ابن ابي ملیکة ان أبابكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافاً فلاتحدثوا عن رسول الله شيئاً، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.[1]
لم تكن هذه سياسة الخليفة الأول فحسب بل كانت سياسة ولي عهده و شريكه في أمره عمر بن الخطاب. فلما صار لجام الأمور بيد عمر بن الخطاب، و تولى الخلافة خالف صاحبه شكلا وإن اتفق معه باصل الفكرة فوسع إطار المنع والإحراق بل جعلهما سياسة علنية عامة لدولته . فأبو بكر منع رواية سنة الرسول صلى الله عليه واله أولا، ثم أحرق ما عنده من سنة الرسول صلى الله عليه واله المكتوبة ، أما عمر فقد جمع كل ما عند الناس من سنة الرسول صلى الله عليه واله المكتوبة و الكتب المحفوظة لديهم فأحرقها أولاً[2] ثم حكم على كل الأمصار ولكل المسلمين ان من كان عنده شئ من سنة الرسول فليمحه.[3]
و لما تفرغ الخليفة عمر بن الخطاب من احراق سنة الرسول المكتوبة عند المسلمين و الكتب المحفوظة لديهم، قام بمنع رواية سنة الرسول صلى الله عليه واله و قد اتخذ هذا المنع أشكالا متعددة. فعن السائب بن يزيد: سمع عمر يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لألحقنك بأرض دوس! وقال لكعب: لتتركن الحديث، أو لألحقنك بأرض القردة. ... ان أباهريرة كان يقول: إني لأحدث أحاديث، لو تكلمت بها في زمن عمر، لشج رأسي.[4]
و لأن الخليفة هو الرئيس العام للمجتمع الإسلامي، وهو الخليفة لرسول الله صلى الله عليه واله، كان لا بد له من ذريعة أو شعار مقنع للناس ليبرر هجومه الضاري على سنة الرسول صلى الله عليه واله و ليبعد عن نفسه ظنون الناس و تقولاتهم. فأوجد شعار (حسبنا كتاب الله) و لا كتاب مع كتاب الله و هو أول من أوجد هذا الشعار.
و بالرغم من تنوع الأشكال فإنها تهدف غرضاً واحداً لا يخفى حتى على عامة الناس و جهلتهم و هي رغبة الخليفة باجتثاث سنة الرسول صلى الله عليه واله و أن لا يبقى منها إلا تلك التي لا تتعارض مع توجيهات الدولة و وجودها و سياستها، أو التي تخدم مصالح الدولة.
المصادر
[1] . تذکرة الحفاظ للذهبی، ج1، ص 2.
[2] . الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 5 ، ص 140 .
[3] . كنز العمال، ج 10 ، ص 291 .
[4] . سیر اعلام النبلاء للذهبی، ج2، ص601.