خرج الإمام الحسين مصلحاً

13:38 - 2022/07/21

-نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وثورته قامت بداع إلهي وكانت حركته إصلاحية لمّا رأى قد انتهكت حرمة الإسلام.

الحسين

ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ثورة إصلاحية

النهضات والثورات في العالم تقوم على أسس عديدة وتختلف بحسب الغايات، منها بهدف الوصول إلى الحكم والمناصب الدنيوية فيبذلون قصارى جهدهم من أجل النيل على كرسي الرئاسة، ثم من أجل الوصول إلى هذه الغاية يدوسون علم القيم الدينية والأخلاقية وقد يرتكبون أبشع الجرائم من القتل والنهب وما شاكل ذلك حيث نرى في التأريخ الشواهد الكثيرة لهذا النمط، فالبعض يقتل أباه وبعض يقتل إخوته من أجل الرئاسة والحكم، كما يذكر التأريخ أنّ المنتصرالعباسي أمر بقتل أبيه المتوكل وجلس على كرسي الحكومة وبايعه قتلة أبيه[1]، أو يذكر أنّ المأمون العباسي تصارع مع أخيه الأمين من أجل كرسي الرئاسة فأرسل المأمون أعوانه إلى بغداد فنالوا من أخيه وقتلوه.[2]

ثم إنّ هناك ثورات عديدة قامت على أسس الهية وبداع ربّاني وغاية فيها صلاح البشرية ودوام الإنسانية وعلى رأسها هي الثورة والنهضة الحسينية، حيث خرج الإمام الحسين (عليه السلام) على طاغية زمانه يزيد بن معاوية، لمّا رأى زيفهم وتغييرهم لأحكام الله، وقد جاء في وصيته (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية:... أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه وآله... .[3]

الحسين

الإمام الحسين (عليه السلام) مصلح الأمة

وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يعلم بمصيره أنّه سيقتل فعن أم سلمة قالت: «قال رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» يقتل حسين بن علي على رأس ستين من مهاجري»[4] وفي رواية أخرى أنّه لما عزم على الخروج من المدينة أتته ام سلمة رضي‌الله‌عنها فقالت : يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق ، فاني سمعت جدك يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا ، فقال لها : يا اماه وأنا والله أعلم ذلك ، وإني مقتول لا محالة ، وليس لي من هذا بد وإني والله لاعرف اليوم الذي اقتل فيه ، واعرف من يقتلني ، وأعرف البقعة التي ادفن فيها ، وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي ، وإن أردت يا اماه اريك حفرتي ومضجعي.[5]

 فمن كان يعلم أنّ مصيره الموت والقتل لم تكن غايته الأساسية السلطة والحكومة والحصول على كرسي الرئاسة، بل يريد أن يصلح ما كان قد فسد في أمر المسلمين، من انتهاك حرمة الإسلام واستباحة المحرمات والوضع المرثى له آنذاك من الإنحطاط الفكري والأخلاقي، لذا لم ير الإمام الحسين (عليه السلام) سبيلاً إلا سبيل الخروج على طاغية الزمان وبذل النفس والأهل والمال من أجل اعتزاز الإسلام والمسلمين.

المصادر:

[1] . تاريخ ابن خلدون، ج3، ص350.

[2] . سيرة الأئمة عليهم السَّلام، ص432.

[3] . بحارالأنوار، ج44، ص329.

[4] . الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله، ج5، ص65.

[5] . بحار الأنوار، ج44، ص331.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.