الخُلق الحسيني

13:33 - 2022/07/24

-الإمام الحسين (عليه السلام) القدوة السامية للخلق النبيل حيث هو مدرسة معطاء لكل جيل.

الحسين

هناك معالم ربانية كثيرة تبلورت في حياة الإمام الحسين (عليه السلام) فكان الإمام مظهر العبادة والشجاعة والرحمة والسخاء والغيرة الإلهية وجميع الخلق النبوي (صلى الله عليه وآله)، فكان الإمام الحسين (عليه السلام) كما ذكر أرباب التأريخ يشبه جده المصطفى خَلقاًوخُلقاً، فنذكر في مقالنا هذا نبذة مختصرة من خصال الإمام (عليه السلام) الشريفة فنذكرها هنا بهدف معرفته والإقتداء بسيرته.

الحسين

بعض خصال الإمام الحسين (عليه السلام):

إنّ من خصال الإمام الحسين (عليه السلام) هو السخاء فإنه من أعظم السمات لأولياء الله تعالى، حيث ورد حث عظيم في الشرائع الإلهية بشأن البذل والجود والسخاء، كما جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام): السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ‌ مِنَ النَّاسِ[1] ولسنا بصدد البحث عن أهمية السخاء وبيان جوانبه بل نريد أن نرى سخاء الإمام الحسين (عليه السلام) فقد نقل أنّه خرج سائل يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول:

ومن لم يخف اليوم من رجاك     ومن  حرك من خلف بابك الحلقة

 وأنت جود وأنت معدنه          أبوك ما كان قاتل الفسقة

 قال وكان الحسين بن علي واقفا يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه لبيك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ما تبقى معك من نفقتنا قال مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك قال فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول:

 خذها وإني إليك معتذر        واعلم بأني عليك ذو شفقة

 لو كان في سيرنا عصا تمدادا     كانت سمانا عليك مندفقة

 لكن ريب المنون ذو نكد    والكف منا قليلة النفقة

 قال الراوي فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول

مطهرون نقيات جيوبهم           تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكم       علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويا حين تنسبه      فما له في جميع الناس مفتخر

ويذكر أنّه جاء الإمام الحسين (عليه السلام) رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال عليه السلام: يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة، فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله، فكتب: يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار وقد ألح بي فكلمه ينظرني إلى ميسرة، فلما قرأ الحسين عليه السلام الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار، وقال عليه السلام له: أما خمسمائة فاقض بها دينك وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك...[2]

ولقد كانت سجية أهل البيت (عليهم السلام) كلهم الكرم وفعل الخير والإيثار، ومن جملة خصال الإمام الحسين (عليه السلام) هي الغيرة التي تنشأ من الشجاعة كما قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): ثمرة الشّجاعة الغيرة[3] فهي صفة النبلاء والأحرار، فكان الإمام الحسين (عليه السلام) مظهر الغيرة الإلهية حيث كان يغار على دين جده ففدى بنفسه وأهله وبذل الغالي والنفيس من أجل حفظ الدين والحفاظ على سنة جده (صلى الله عليه وآله) وكأنما لسان حال الإمام: إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني. هذا بالنسبة إلى دينه وأما بالنسبة إلى أهله فالغيرة تتلألأ في واقعة الطف، كيف وقد وقف الإمام ينادي أصحابه وهم صرعى على واهجة الرمضاء يناديهم: هل من ذابّ يذب عن حرم رسول الله...[4] أو حينما صاحَ الحُسَينُ (عليه السلام): وَيحَكُم يا شيعَةَ آلِ أبي سُفيانَ ! إن لَم يَكُن (لَكُم‌) دينٌ وكُنتُم لا تَخافونَ المَعادَ فَكونوا أحراراً في دُنياكُم هذِهِ، وَارجِعوا إلى‌ أحسابِكُم إن كُنتُم عُرباً كَما تَزعُمونَ. قالَ : فَناداهُ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ لَعَنَهُ اللَّهُ: ماذا تَقولُ يا حُسَينُ؟ قالَ: أقولُ أنَا الَّذي اُقاتِلُكُم وتُقاتِلُونّي، وَالنِّساءُ لَيسَ عَلَيهِنَّ جُناحٌ،َامنَعوا عُتاتَكُم وطُغاتَكُم وجُهّالَكُم عَنِ التَّعَرُّضِ لِحَرَمي ما دُمتُ حَيّاً.[5]

وليكن الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة في حياتنا، في السخاء والرحمة والشجاعة والوقوف أمام الباطل والغيرة على ديننا ونواميسنا، فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) مدرسة وليس تأريخاً فحسب.

المصادر:

[1] . الكافي، ج7، ص304.

[2] . بحار الأنوار، ج75، ص118.

[3] . غرر الحكم و درر الكلم، ص327.

[4] . مقتل الحسین علیه السلام، ج2، ص36.

[5] . الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام، ص902.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.