أهداف النهضة الحسينية

لكل نهضة وحركة عظيمة غاية تسبب القيام بها والتضحية بالأنفس وبذل الغالي والرخيص من أجلها، وعلى رأس النهضات والثورات المقدسة هي نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) حيث كانت بهدف وغاية إلهية، وقد تبيّنت الأهداف في وصية الإمام الحسين (عليه السلام) التي كتبها ودفعها إلى أخيه محمد ابن الحنفية قبل خروجه من المدينة وإليكم نص الوصية: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب ...أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه وآله اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب.[1]

فأهداف النهضة والخروج على الطغيان كما جاءت في وصية الإمام الحسين (عليه السلام) هي كالتالي:

1) الإصلاح في أمة جده: وهذا الإقدام هو استمرار لحركة الأنبياء حيث كانت حركتهم حركة إصلاحية وفي سبيل زحزحة الباطل، كما قال شعيب (على نبينا وآله وعليه السلام) لقومه: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ[2] وأي إصلاح يريد أن يقوم به الإمام؟ إنّ الجواب واضح، حيث أراد الإمام الإصلاح الديني والعقائدي لأن الإسلام آل إلى الإنهيار على عهد الطاغية معاوية وابنه المشؤوم يزيد (لعنه الله).

2) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حيث أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من أعظم الواجبات في عاتق المتدينين وعلى رأسهم المعصوم (عليه السلام)، فعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : من ترك انكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت بين الاحياء.[3] وأي منكر أشد من المنكر الذي أتى به آل أبي سفيان من قتل النفس المحترمة والفسق والفجور والتلاعب بمنصب النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال الجد أبو سفيان: تداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة ، فو الله ما من جنة ولا نار[4] فكيف بمن لا يرى جنة ولا ناراً؟ فهل ينتهي من منكر أو يهاب من طمس المعروف؟

3) السير بسيرة جده النبي (صلى الله عليه وآله) وأبيه أميرالمؤمنين (عليه السلام): حيث كانت سيرتهم نشر التوحيد وإماتة الكفر والشرك وإزاحة البدع وغرس العدالة الإلهية وصون النفس من الظلم والتعدي وتنمية القيم الأخلاقية وتأسيس الحضارة المثالية.

فشاء الله سبحانه أن يحيي دينه وينتصر لعباده بنهضة مقدسة، وقد أجراها على يد خليفته الإمام الحسين (عليه السلام) فأصبحت مدرسة خالدة يتزود منها أهل كل عصر وملة.   

المصادر:

[1]. بحار الأنوار، ج44، ص329.

[2]. هود، الآية 88.

[3]. تهذيب الأحكام، ج6، ص181.

[4]. بحاررالأنوار، ج31، ص198.