نافذ البصيرة

12:41 - 2022/08/20

-شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام) من الشخصيات العظيمة التي جاء مدحها على لسان أهل البيت (عليهم السلام).

العباس

شهادة الأئمة (عليهم السلام) على فضل الأشخاص ومدحهم لهم ليس كشهادة الناس غير المعصومين، لأنّ أهل البيت يكشفون عن واقع الأمر. هذا، وقد ورد مدحهم لعدة من الأفراد ومن جملة هؤلاء الثلة الصالحة شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام) قمر العشيرة صاحب المواقف المشرفة الذي أصبح مناراً وذروة في الوفاء والإخاء والتضحية ومما يدل على عظمة شخصيته وكبر شأنه، شهادة المعصومين (عليهم السلام) بفضله.

العباس

والشهادة بفضل سيدنا العباس (عليه السلام) تارة تأتي عبر الروايات وتارة في الزيارات فنذكر في المقال بعضاً منها على سبيل الاختصار.

منها ما جاء عن الإمام عَلِي بْن الْحُسَيْنِ (عليه السلام):‌ رَحِمَ اللَّهُ الْعَبَّاسَ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ فَلَقَدْ آثَرَ وَ أَبْلَى وَ فَدَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى قُطِعَتْ يَدَاهُ فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْجَنَّةِ كَمَا جَعَلَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنَّ لِلْعَبَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَنْزِلَةً يَغْبِطُهُ بِهَا جَمِيعُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[1] ومن البديهي أنّ معنى الأجنحة هنا ليس هو المرسوم في ذهننا من أنها كأجنحة الطير بل هنا يعطي الله سبحانه وتعالى العباس قدرة ومنزلة في الجنة يستطيع من خلالها أن يحضر في جميع مقامات الجنة، فإن للجنة مقامات ودرجات مختلفة ولهذا يغبطه جميع الشهداء.

ومما يدل على فضل مولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام) ما ورد عن الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه‌السلام) حیث یقول: كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا.[2] البصر فی العین والبصیرة في القلب وكلاهما من أعظم نعم الله تعالى على البشر ولذا أهل البيت (عليهم السلام) يسألون الله تعالى ويطلبون منه هذه النعمة فعن الإمام الصادق (عليه السلام): اللّهُمَّ ... اجعَلِ النّورَ في بَصَري، والبَصيرَةَ في ديني.[3]

ویقول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته: أشْهَدُ لَكَ بالتَّسْليمِ وَالتَّصدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبيِّ المرْسَل.[4] فکل خصلة من هذه الخصال تكفي الرجل فضلاً وشأناً، وقد أشار الإمام إلى الأركان الأساسية في الدين فعن أميرالمؤمنين (عليه السلام): الدين شجرة أصلها التسليم والرضا.

وليكن العباس (عليه السلام) قدوة لنا بالتسليم لله تعالى ولخلفائه وبالتصديق والوفاء والنصيحة، فالعباس (عليه السلام) لم يكن تأريخاً فحسب بل هو مدرسة تنتهل منه البشرية كل المكرمات والخصال الحسنة.

المصادر:

[1] . الخصال (للصدوق)، ج1، ص68.

[2] . عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب، ص356.

[3] . موسوعة العقائد الاسلاميّة، ج2، ص152.

[4] . کامل الزیارت، ج1، ص256.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.