في عدد أئمة أهل البيت

ابن تيمية يجيد الطعن ويعجز عن فهم الحديث

غاية ما استطاع ابن تيمية أن يقوله في أهل البيت عليهم السلام هو الطعن فيهم بعنوان الاثني عشر وأن الاعتقاد بهم و بعصمتهم يشبه اعتقاد النصارى في الحواريين.[1]

وتحيّر ابن تيمية وسلفه في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن الخلفاء بعده اثنا عشر.

لقد تحير ابن تيمية كغيره من أئمة مذهبه ، لأن حديث الأئمة اثنا عشر . فيه دلالة على أحقية قول الإمامية ، وعلى بطلان قول غيرهم .

إنه بالرجوع إلى كتب القوم - في الحديث والكلام والأصول - نجدهم يعترفون بالعجز عن فهم معنى حديث " الأئمة الإثنا عشر " ،  ، يقول ابن العربي المالكي : " ولم أعلم للحديث معنى " [2] وعن ابن البطال عن المهلب : " لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث . يعني بشئ معين "[3] . وعن ابن الجوزي : " قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث ، وتطلبت مظانه ، وسألت عنه ، فلم أقع على المقصود ".[4]

و قام ابن تيمية بمحاولة الجمع بين الواقع وبين الحديث فوقع في تناقض، قال :

ولفظ البخاري : اثني عشر أميرا ، .. فكان الخلفاء : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، ثم تولى معاوية ، وابنه يزيد ، ثم عبد الملك وأولاده الأربعة ، وبينهم عمر بن عبد العزيز . وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن .

و الملاحظ على كلام ابن تيمية ، إنه يعد معاوية - وجماعة من بني أمية - من " الاثني عشر "

وهذا يناقض تصريحه في غير مقام بأن معاوية وبني أمية ملوك وليسوا بخلفاء[5] استنادا الى حديث سفينة : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا " وعليه تلميذه ابن كثير الدمشقي.[6]

المصادر:

[1] . منهاج السنة،ج 1 ،ص 481 .

[2] . عارضة الأحوذي في شرح الترمذي،ج 9 ،ص 69 .

[3] . فتح الباري في شرح البخاري،ج 13 ،ص 180 .

[4] . المصدر،ج 13 ،ص 181 .

[5] . منهاج السنة،ج 4 ،ص 522 .

[6] . البداية والنهاية،ج 6 ،ص 248 .