حديث عن النبي صلى الله عليه وآله يُعرف بحديث الثقلين، وهو من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، بل متواتر عنه، رواه عنه أكثر من ثلاثين صحابيّاً، فيه دلالات متعددة.
من معطيات ودلالات حديث الثقلين ما يلي:
ت: إن حديث الثقلين يدل على وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم في جميع الامور، وهذا يعني خلافة أهل البيت عليهم السلام عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله بعده بشكل مباشر، اذ لما وجب على الامة الامتثال بأوامر اهل البيت عليهم السلام كالقرآن على الاطلاق يلزم أن يكون إماما، فيظهر من قوله صلى الله عليه وآله " اني تارك فيكم الثقلين" أي إني تارك فيكم أمرين: ذا سلطان وذا ولاية، ويلزم العمل بهما معا.
وبعبارة أخرى: إن معناه إني تارك فيكم فلانا و فلانا حفظا لنظامي، فلا يفهم منه الا ارادة العهد على ذلك الشخص المذكور للإمرة بعده.
ظاهر حديث الثقلين
ج: إن قوله صلى الله عليه وآله " اني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي" يدل بوضوح على أن الامة اذا لم تتمسك بالثقلين معاً تقع في الضلالة قطعا، فالذي يعصم الامة من الضلال الفكري والعملي هما الكتاب والعترة الطاهرة معا، هذا ما يوحيه ظاهر الحديث.
وبهذا نفهم أن خلافة ابي بكر وعمر وعثمان، تكون على خلاف التمسك بهما، ولذا وقعت الامة في الضلال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسبب عدم تمسك الامة بالعترة الطاهرة.
ك: إن حديث الثقلين يدل على وجود الامام الثاني عشر عليه السلام كما تعتقد الامامية بذلك، وذلك لان الحديث يدل على عدم افتراق الكتاب والعترة الطاهرة الى يوم القيامة، وكما أن القرآن باق الى يوم القيامة، فكذلك يجب وجود الامام الذي يكون أهلاً للتمسك والاقتداء به الى يوم القيامة.
وقد أقر ابن حجر بدلالة حديث الثقلين على بقاء العترة الى يوم القيامة.[1] بل نفس حديث الثقلين بدون قوله صلى الله عليه وآله "لن يفترقا" يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله ترك في أمته من يعصمها من الضلال الى يوم القيامة وهما القرآن والعترة، وهذا يعني وجود شخص من أهل بيته صلى الله عليه وآله الذي يلزم على الامة التمسك به، كما يلزم عليهم التمسك بالقران دائما.
وفي هذا الزمان ينحصر وجود الامام، بالامام المهدي عليه السلام، واذا لم نفسر الحديث به عليه السلام، بقي الحديث بلا معنى.
المصدر:
[1] . الصواعق المحرقة، ص 232.